responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المعاد الجسماني نویسنده : الساعدي، شاكر عطية    جلد : 1  صفحه : 250

مِنْ خَيْرٍ مُّحْضَرًا وَمَا عَمِلَتْ مِن سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَدًا بَعِيدًا وَيُحَذِّرُكُمُ اللهُ نَفْسَهُ وَاللهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ ) ، [١] وقوله : ( إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَىٰ ظُلْمًا إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيرًا ) ، [٢] وقوله : ( فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ * وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ ) ، [٣] وغيرها من الآيات الصريحة في هذا الباب ، وأما الروايات فإنها بلغت حداً لا يمکن للفرد أن يشک فيه فضلاً عن إنکاره ، ومنها ما دل على أن الله يسلط الجرب على جماعة من أهل النار فيحکون حتى يبدو عظامهم فيقول الملائکة : هل يؤذيکم ؟ فيقولون : إي والله ، فيقول الملائکة : هذا بما کنتم تؤذون المؤمنين ، ومنها ما روي 9 : ( يحشر الناس على صور يحسن عندهم القردة والخنازير ) ، ومنها ما دل على صيرورة بعض الأعمال حية ، أو عقرباً ، أو شجرة ، أو نهراً ، أو طعاماً ، وغير ذلک من الأحاديث الدالة على تجسم الأعمال الخيرية والشريرة ؛ لأن يوم القيامة يوم تبلى به السرائر وتظهر فيه البواطن. [٤]

وعليه فلا يبقى مجال للقول بعبثية المعاد الأخروي إذا کان الأمر هکذا ؛ لأن الله تعالى لا يقاس بفعل بأفعال الملوک والسلاطين في باب حسابهم وعقابهم لمن خالف أوامرهم من الرعية ، وکذا في باب العطاء لمن أطاعهم وأحبهم ، فلا يشتبه عليک الأمر.

و) کيف لنا دفع محذور حشر البعض أو حشر الجميع ؟

بيان الإشکال : إن الحشر وبعث الأجساد إما أن يقع لبعضها ، أو لجميعها ، فالأول ترجيح بلا مرجح ؛ لأن استحقاق الثواب والعقاب مشترک بين الناس أجمعين ، فلا وجه لبعث البعض دون البعض ، والثاني يوجب التزاحم المکاني لأجساد الناس وحسابهم وکتابهم ، وإليه أشار بقوله تعالى : ( وَكَانُوا يَقُولُونَ أَئِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا


[١] آل عمران ، ٣٠.

[٢] النساء ، ١٠.

[٣] الزلزلة ، ٧ ، ٨.

[٤] لاحظ : ميرزا أحمد الآشتياني ، کتاب لوامع العقائد ، ج ٢ ، ص ٤٥ ؛ محمد إسماعيل الخواجوئي ، کتاب جامع الشتات ، تحقيق السيد مهدي الرجائي ، ص ٨٨ ؛ والشيخ جلال الصغير ، کتاب لهذا کانت المواجهة ، ص ٢٦ ـ ٢٩.

نام کتاب : المعاد الجسماني نویسنده : الساعدي، شاكر عطية    جلد : 1  صفحه : 250
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست