نام کتاب : المعاد الجسماني نویسنده : الساعدي، شاكر عطية جلد : 1 صفحه : 211
الأصول التي اضطربت فيها عقول الناظرين ، وتزلزلت آراء المتأملين ، بل زلّت أقدام أکثرهم عن سمت سبيلها ، وانحرفت أدهانهم عن قصد طريقها ، فلله الحمد ولّي الفضل والرحمة ، معطي النور والنعمة ). [١]
قال السيد الأستاذ کمال الحيدري : ( لا ريب أن النجاح الذي حققه ـ الشيرازي ـ في هذا المجال ، کان کبيراً جداً بنحو لا يمکن أن يقاس إلى التجارب التي سبقته ، بالأخص في المدرسة الإشراقية ، التي حاولت ذلک ولم توفق له ، مع أن عناصر الاتجاهين ومنابعهما کانت متقاربة ومشترکة ، وربما کان هذا هو سرّ نجاح هذه المدرسة وتحولها إلى إطار فکري وفلسفي ظلّ سائداً لقرون متعددة إلى يومنا هذا ، وفي هذا المقام من البحث تجلّت عبقرية صدر المتألهين ، حيث استطاع أن يحقق إنجازاً ضخماً على مستوى القواعد والمباني الفلسفية أدت إلى بناء نظام عقلي جديد قائم على أسس برهانية يمکنها تفسير العالم الإمکاني وعلاقته بمبدئه المتعالي ... ). [٢]
وعدّ الشهيد مطهري أن قضية النزاع التي کانت دائرة بين الفلسفة المشائية والفلسفة الإشراقية التي امتدت طيلة ألفي عام ، قد حسمت على يد الفيلسوف الکبير صدرالمتألهين في القرن الحادي عشر للهجرة. [٣]
وعلى أساس هذا الأسلوب العلمي المبتکر استطاع ملاصدرا أن يثبت عقلانية المعاد الجسماني الذي عجزت العقول عن إثباته ، فجعل العقول حيارى والإفهام صرعى ، بکل شجاعة من دون خوف ولا تردد ، وسيأتي الکلام مفصلاً في محله إن شاء الله تعالى ، ويعد هذا الأمر أول إنجاز علمي قام به فيلسوف إسلامي کبير ، ويکفيه فخراً في ذلک ، إذ حقق ما لم يسبقه إليه من متکلمي وعرفاء وفلاسفة الإسلام.
[١] صدرالمتألهين ، شرح أصول الکافي ، ص ٣٧٠. [٢] کمال السيد الحيدري ، دروس في الحکمة المتعالية ( شرح کتاب بداية الحکمة ) ، ج ١ ، ص ١٠٥. [٣] الشهيد المطهري ، أسس الفلسفة ، ج ١ ، ص ١٣.
نام کتاب : المعاد الجسماني نویسنده : الساعدي، شاكر عطية جلد : 1 صفحه : 211