responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المعاد الجسماني نویسنده : الساعدي، شاكر عطية    جلد : 1  صفحه : 137

النفس المفارقة للبدن الأول بالموت ـ بحد تعبيرهم ـ بالجنين المتکون المستعد لقبول إفاضة النفس وتعلقها به حال وجودها ؟ هذا ما سنجيب عنه أولاً بجواب الغزالي ، ومن ثم بجواب الفلاسفة ، وإليک بيانه :

قال الغزالي : ( وقولکم : إن کل مزاج استعد لقبول نفس استحق حدوث نفس من المبادئ ، رجوع إلى أن حدوث النفس بالطبع لا بالإرادة ، وقد أبطلنا ذلک في مسألة حدوث العالم ، کيف !! ولا يبعد على مساق مذهبکم أيضاً أن يقال إنّما يستحق حدوث نفس إذا لم تکن ، ثم نفس موجودة فتستأنف نفس ، فيبقى أن يقال : فلم لم تتعلق بالأمزجة المستعدة في الأرحام قبل البعث والنشور ، بل في عالمنا هذا ؟ فيقال : لعل الأنفس المفارقة تستدعي نوعاً آخر من الاستعداد ، ولا يتم سببها إلا في ذلک الوقت ، ولا يبعد في أن يفارق الاستعداد المشروط للنفس الکاملة المفارقة الاستعداد المشروط للنفس الحادثة ابتداء التي لم تستعد کمالاً بتدبر البدن مدة ، والله تعالى أعلم بتلک الشروط بأسبابها وأوقاتها حضورها ، وقد ورد الشرع به ، وهو ممکن فيجب التصديق به ). [١]

وفيه : أن الذي يدقق ويحقق في هذا الجواب يجد فيه الضعف واضحاً ؛ لأنه لم يکن جواب على نحو القطع ، بل هو جواب مبنى على الاحتمال والظن والرجاء ، کما هو ظاهر من قوله السابق : ( لعل الأنفس المفارقة تستدعي نوعاً آخر من الاستعداد ، وقوله : ولا يبعد في أن يفارق الاستعداد المشروط للنفس الکاملة الاستعداد المشروط للنفس الحادثة ابتداء ) ، [٢] وما نحن فيه يجب أن يکون الجواب عنه قطعياً سواء کان عن طريق الشرع أم العقل ، وأما قوله : ( وقد ورد الشرع فيه ) ، [٣] لم يثبت بالدليل القطعي الصريح ، بل المقطوع به من الشرع خلافه تماماً ؛ لأنه صريح في إثبات العينية والنفسية بين البدنين الدنيوي والأخروي من غير أن يقبل التأويل ، لا المثلية


[١] المصدر السابق ، ص ٢٤٣ ، ٢٤٤.

[٢] لاحظ : المصدر السابق.

[٣] المصدر السابق.

نام کتاب : المعاد الجسماني نویسنده : الساعدي، شاكر عطية    جلد : 1  صفحه : 137
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست