responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المعاد الجسماني نویسنده : الساعدي، شاكر عطية    جلد : 1  صفحه : 115

والإقتداء بالأنبياء ) ، [١] ويقول أيضاً : ( وأما العاطل عن خاصية الذوق فيشارک في سماع الصوت وتضعف فيه هذه الآثار ، وهو يتعجب من صاحب الوجد والغشي ، ولو اجتمع العقلاء کلهم من أرباب الذوق على تفهيمه معنى الذوق لم يقدروا عليه ... ). [٢]

إن الذي يتتبع کلمات الغزالي يجده يمتدح الطريقة الصوفية ، ويذم الطريقتين الکلامية والفلسفية ، ومما يشهد على ذلک قوله في الصوفية : ( إني علمت يقيناً أن الصوفية هم السابقون لطريق الله تعالى خاصة ، وأن سيرتهم أحسن السير ، وطريقتهم أصوب الطرق ، وأخلاقهم أزکى الأخلاق ، بل لو جمع عقل العقلاء ، وحکمة الحکماء ، وعلم الواقفين على أسرار الشرع من العلماء ، ليغيروا من سيرهم وأخلاقهم ويبدلوه بما هو خير منه ، لم يجدوا إليه سبيلاً ، فان جميع حرکاتهم وسکناتهم في ظاهرهم وباطنهم ، مقتبسة من نور مشکاة النبوة ، وليس وراء نور النبوة على وجه الأرض نور يستضاء به ). [٣]

وقال في خصمائهم : ( ووراء هؤلاء قوم جهال هم ينکرون لأصل ذلک المتعجبون من هذا الکلام ويسخرون ويقولون : العجب ! إنهم کيف يهتدون وفيهم قال الله تعالى : ( وَمِنْهُم مَّن يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ حَتَّىٰ إِذَا خَرَجُوا مِنْ عِندِكَ قَالُوا لِلَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مَاذَا قَالَ آنِفًا أُولَٰئِكَ الَّذِينَ طَبَعَ اللهُ عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ وَاتَّبَعُوا أَهْوَاءَهُمْ ) ، [٤] فأصمهم وأعمى أبصارهم ، ومما بان بالضرورة من ممارسة طريقهم « حقيقة النبوة وخاصيتها » ولابد من التنبيه على أصلها لشدة مسيس الحاجة إليها ). [٥]

ويعتبر الغزالي الکشف إدراک وجداني مباشرة يتجاوز حدود العقل ، فيعبر عنه بقوله : ( وراء العقل طور آخر تنفتح فيه عين أخرى يبصر بها الغيب وما سيکون في


[١] أبو حامد الغزالي ، إحياء علوم الدين ، ج ١ ، ص ٢٠.

[٢] أبو حامد الغزالي ، مشکاة الأنوار ، ص ٧٨.

[٣] أبو حامد الغزالي ، المنقذ من الضلال ، ص ٥٠.

[٤] محمد ، ١٦.

[٥] أبو حامد الغزالي ، المنقذ من الضلال ، ص ٥١.

نام کتاب : المعاد الجسماني نویسنده : الساعدي، شاكر عطية    جلد : 1  صفحه : 115
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست