responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المعاد الجسماني نویسنده : الساعدي، شاكر عطية    جلد : 1  صفحه : 111

والکشف ) [١] ، وقال في استعمال هذا الأسلوب في البحث والتحقيق ما هذا لفظه : ( وهذه الأساليب قد يستضر بها خلق کثيرون ). [٢]

وأمّا الفلاسفة وإن تمسکوا بالأدلة العقلية البرهانية ، ولکنهم بنظره لم يعتمدوا في بعض براهينهم على مقدمات صحيحة ، بل کانت تعتمد على مقدمات فاسدة ، فکانت نتائجها تابعة في فسادها لها ، وبعضها ناشئة عن فساد صورة الاستدلال ، وبهذا يرميهم بعدم التدقيق في البرهان أيضاً ، کما جاء في کتابه تهافت الفلاسفة ما هذا لفظه : ( فإذا کان المتکلمون لم يعرفوا البرهان ، فإن الفلاسفة وإن فهموه فهماً حسناً فإنهم لم يحسنوا تطبيقه ، فأنتجوا معتقدات على خلاف ما ادعوه واشترطوه ، ويترکز ذلک في الإلهيات ... ) ، [٣] وقال في حق المعلوم الأخرى التي بحثوا فيها غير الإلهيات ما هذا نصه : ( ... في حين أن لديهم ما يحمد لهم وما لا يجب إنکاره ، وهو هنا الرياضيات والمنطق والفلک وبعض العلوم الأخرى ... ). [٤]

کل هذا وغيره من الأسباب دعت به إلى أن ينتهج أسلوباً خاصاً في البحث عن الحقيقة ، وهو الذي تمثل بالأسلوب الذوقي ، الذي أنتهجه بعد مروره بمرحلة الشک التي کادت تقضي على معارفه وأفکاره ، وقد استمرت حوالي شهرين ، قد عبر عنه بما هذا نصه : ( فأعضل هذا الداء ودام قريباً من شهرين ، وأنا فيهما على مذهب السفسطة بحکم المال لا بحکم النطق والمقال ، حتى شفاني الله تعالى من ذلک المرض ، وعادت النفس إلى الصحة والاعتدلال ، ورجعت الضروريات العقلية مقبولة ، موثوقاً بها على أمن ويقين ، ولم يکن ذلک بنظم دليل وترتيب کلام ، بل بنور قذفه الله تعالى في الصدر ، وذلک النور هو مفتاح أکثر المعارف ... ) ، [٥] وإليک بيان هذه الأساليب بنحو من التفصيل :


[١] أبو حامد الغزالي ، إحياء علوم الدين ، ج ٥ ص ٢٩.

[٢] الزعبي أنوار ، مسألة المعرفة ومنهج البحث عند الغزالي ، ص ١٧٩.

[٣] المصدر السابق ، ص ١٨٠ ، ١٨١.

[٤] المصدر السابق.

[٥] المصدر السابق ، ص ٨٠ ؛ وکذا : المنقذ من الضلال الغزالي ، تصحيح محمد ، ص ١١.

نام کتاب : المعاد الجسماني نویسنده : الساعدي، شاكر عطية    جلد : 1  صفحه : 111
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست