نام کتاب : الطبّ محراب للإيمان نویسنده : خالص جلبي كنجو جلد : 1 صفحه : 203
بمعنى أن هذا الجهاز هو الذي ينمي مدركات الإنسان وذهنه ووعيه ، وأما الكتابة فإنها تحصل عن طريق البصر بالدرجة الاولى ، ومن هاتين الحاستين يصعد الانسان في الوعي والإدراك (ن ، والقلم وما يسطرون)(الرحمن ، علم القرآن ، خلق الإنسان ، علمه البيان) ، بل إن الآيات الأولى التي نزلت في القرآن الكريم : (اقرأ باسم ربك الذي خلق ، خلق الإنسان من علق ، اقرأ وربك الأكرم الذي علّم بالقلم. علّم الإنسان ما لم يعلم) وصدق الله العظيم ، فقد تعلم الانسان بالقلم أشياء لا يمكن تصورها. ولكن نود أن نلفت نظرك أيها القارىء إلى أن السمع يأتي من ناحية الاهمية قبل البصر ، فالكثير من الذين حرموا نعمة البصر ـ حتى وهم صغار ـ يتعلمون ويبلغون درجة راقية من الفهم والإدراك والعلم ، وأبو العلاء المعري مثل واضح لهذه الفكرة ، فقد ولد سليم السمع والبصر ولكنه فقد بصره في سنوات عمره الأولى ولم يمنعه ذلك من تلقي العلوم والمعارف ووصوله إلى درجة عظيمة من النبوغ ، وكتابة الشعر ، وبقي علماً في الشهرة حتى يومنا هذا. ولكننا لم نسمع بأن الإنسان الذي يولد وهو أصم يمكن أن يرتقي في سلم المعرفة ويصبح عالماً مشهوراً ، لأن الفهم والنطق يتعلقان إلى درجة كبيرة على ما يبدو بالسمع وحتى ليقال ان الذي يفقد سمعه قبل النطق لا ينطق وهي حقيقة علمية ، ان هذه الفكرة تلقي ضوءاً خاشعاً على الآيات القرآنية التي تقدم السمع دوماً على البصر ... (والله أخرجكم من بطون أمهاتكم لا تعلمون شيئاً وجعل لكم السمع والابصار والافئدة لعلكم تشكرون) سورة النحل ، (ثم سواه ونفخ فيه من روحه وجعل لكم السمع والابصار والافئدة قليلاً ما تشكرون) سورة السجدة ، (وهو الذي أنشأ لكم السمع والابصار والأفئدة قليلاً ما تشكرون).
حتى يمكن اعتبار هذا قاعدة مطردة في الآيات القرآنية ، وما أعجبها
نام کتاب : الطبّ محراب للإيمان نویسنده : خالص جلبي كنجو جلد : 1 صفحه : 203