الخلق أجمعين ، وصلى الله على سيد الأنام وأهل بيته الكرام صلاة تقرّبها أعينهم ، ويرغم بها أنف شانئهم من الإنس والجن أجمعين.
سلام الله العلي العظيم ، وسلام ملائكته المقربين ، وأنبيائه المرسلين ، وأئمته المنتجبين ، وعباده الصالحين ، وجميع الشهداء والصديقين والزاكيات الطيبات فيما تغتدي وتروح عليك يا مسلم بن عقيل بن أبي طالب ، ـ الى قوله ـ : قتل الله أمة قتلتكم بالأيدي والألسن.
وأما الزيارة في داخل الحرم فأولها :
السلام عليك أيها العبد الصالح ، المطيع لله ولرسوله ولأميرالمؤمنين والحسن والحسين : ، الحمدلله وسلام على عباده الذين اصطفى محمد وآله ، ـ الى قوله ـ : فجمع الله بيننا وبين رسوله وأوليائه في منازل المخبتين فإنه أرحم الراحمين.
وبعد الفراغ من الزيارة يصلي ركعتين ويهديهما له. ويقول بعد الفراغ منهما :
اللهم صل على محمد وآل محمد ، ولا تدع لي ذنبا إلا غفرته ـ الى قوله ـ : إلا قضيتها يا أرحم الراحمين.
وعند وداعه يقف على القبر ويقول :
أستودعك الله وأسترعيك ، وأقرأ عليك السلام ـ الى قوله ـ : فإني قد رضيت بذلك يا رب العالمين.
وقد اتفق هذان العالمان على هذه الآداب والسنن في مزاريهما اللذين لم يزالا مخطوطين حتى اليوم ، إلا في إبتداء سلام الإذن فقد ابتدأ ابن المشهدي من قوله : سلام الله العلي العظيم وسلام ملائكته المقربين.
ومن أراد الوقوف عليهما فلينظر مزار البحار للمجلسي ـ أعلا الله مقامه ـ فقد طابقنا « المزارين » مع ما نقله عنهما فلم يكن فيه تغيير [٢].
وإن في ذلك من التّنوية بمقامه الرفيع وموقفه الشامخ وفضله الجم ، ومصائبه المؤلمة ما يلين الأفئدة ويستدرّ الدموع ، ويوصل إلى ما وصفناه من الغايات الكريمة ، وظاهر تلكم الآداب والسنن كونها مأثورة لأن سردها مرتّبة كما في زيارات المعصومين : لا يمكن صدوره من علماء الدين بلا تخريج عن الأئمة بحيث يكون
__________________
[٢] تقدم في العنوان المتعلق بهاني بن عروة ما ذكراه من الزيارة المتعلقة به والصلاة بعدها.