responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : السّجود نویسنده : الربيعي، الشيخ داود سلمان    جلد : 1  صفحه : 22

والتخضّع ، ومقرونين بالذكر الخاص بكل منهما ، لكن في السجود زيادة تخضّع ظاهرة ، فبين الانحناءة ومدّ العنق وبين وضع الجبهة علىٰ الأرض ، مصحوباً بهذا الذكر الجليل « سبحان ربي الاعلىٰ » فارق مرتبة جعل العبد في حالة السجود أشدّ قربا إلىٰ الله تعالىٰ ، وبه يتجلّىٰ لنا معنىٰ قوله تعالىٰ : ( وَاسْجُدْ وَاقْتَرِب ) [١] وقوله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : « أقرب ما يكون العبد من الله عزَّ وجلَّ وهو ساجد » [٢].

وفي حديث جعفر الصادق عليه‌السلام يوازن فيه بين الركوع والسجود ، جاء فيه : « .. الركوع أول والسجود ثانٍ ، فمن أتىٰ بمعنىٰ الأول صلح للثاني ، وفي الركوع أدب ، وفي السجود قرب ، ومن لا يحسن الأدب لا يصلح للقرب ، ... فإنّ الله تعالىٰ يرفع عباده بقدر تواضعهم له ويهديهم إلى اُصول التواضع والخضوع بقدر اطلاع عظمته على سرائرهم » [٣].

وقد علّق الإمام الخميني قدس‌سره علىٰ هذا النصّ بقوله : ( وفي هذا الحديث الشريف إشارات وبشارات وآداب ووظائف.. ومن هنا يعلم أن السجود فناء ذاتي كما قال أهل المعرفة ، لأنّ الركوع أول هذه المقامات والسجود ثانٍ ، فليس هو إلاّ مقام الفناء في الذات ) [٤].


[١] سورة العلق : ٩٦ / ١٩.

[٢] راجع : صحيح مسلم بشرح النووي ٤ : ١٦٧ / ٤٨٢ باب ٤٢ كتاب الصلاة. والسنن الكبرى / النسائي ١ : ٢٤٢ / ٧٢٣ باب ٢٥ كتاب التطبيق ، دار الكتب العلمية ـ بيروت ١٤١١ ه‌ ط ١. وجامع أحاديث الشيعة ٥ : ٢٢٥ / ٢٩٣٧ باب أفضل السجود وآدابه من أبواب السجود.

[٣] وسائل الشيعة ٦ : ٣٠٩.

[٤] الآداب المعنوية للصلاة / الامام الخميني : ٥٢٧ ـ ٥٢٨. والحديث منقول من

نام کتاب : السّجود نویسنده : الربيعي، الشيخ داود سلمان    جلد : 1  صفحه : 22
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست