responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الرسائل الأحمديّة نویسنده : الشيخ أحمد آل طعّان    جلد : 1  صفحه : 77

ومَن يلغِ أعقابَ الأُمورِ فإنّه

حريٌّ بهَلْكٍ آجلٍ أو مُعاجلِ

والفراسةُ وإنْ لم تختصّ بأولياء الله ، بل قد تكون في بعض أعداء الله ، إلّا أنّ هنا فرقاً بيّناً بين الفراستين وبوناً عظيماً بين التوسّمين ، فإنّ فراسة المؤمن لازمةُ الإصابة إلّا أنْ يشاء اللهُ تعالى ؛ لأنّها غريزةٌ يوقعها اللهُ تعالى في قلوبِ أوليائِهِ ، لصفاءِ قوابِلها وكمالِ استعدادِها ، ولكونها لازمةَ الإصابة أمرَ باتّقائها معلّلاً بأنّه : « ينظرُ بنورِ الله ».

وأمّا فراسةُ أعداءِ الله فإنّما تصدر عن أسبابٍ ظاهريّة وتجارب دنيويّة ، وقد تخطئ أكثرَ ممّا تصيب ، ولو أصابت فإنّها من باب المقارنة الاتّفاقية للأقضية الرّبّانيّة ، واللهُ العالم.

مراتب عقل المؤمن

وأمّا قولُه ـ سلّمه اللهُ تعالى ـ : ( وهل أنّ عقل ذوي الإيمان على مراتبهم في الإيمان؟ ).

فالجواب : أنّ الأمر بالعكس ، بمعنى أنّ مراتبهم في الإيمان بحسب مراتبهم في العقل الذي يُعبدُ به الرّحمنُ ، ويُكتسبُ به الجنان ، كما قال الكاظم عليه‌السلام ، في حديث هشام بن الحكم ، المرويّ في ( أُصول الكافي ) وغيره : « وأعلمُهُم بأمرِ اللهِ أحسنُهُم عقلاً ، وأعقلُهُم وأرفعُهُم درجةً في الدنيا والآخرة » [١].

وفي ( البحار ) نقلاً عن أمالي الشيخ الطوسي رحمه‌الله ، بإسناده عن زرّ بن أنس ، قال : سمعتُ جعفر بن محمد عليه‌السلام يقول : « لا يكونُ المؤمنُ مؤمناً حتى يكونَ كاملَ العقل » [٢].

وفيه ـ أيضاً ـ نقلاً عن ( العيون ) [٣] ، بإسناده إلى علي الأشعري ؛ قال : قال رسولُ الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : « ما عُبد اللهُ بمثلِ العقل » [٤].


[١]الكافي ١ : ١٦ / ١٢ ، وفيه : ( وأكملهم عقلاً أرفعهم درجةً .. ).

[٢]البحار ١ : ١٠٩ / ٥ ، أمالي الطوسي : ١٥٣ / ٢٥٣.

[٣] ما وجدناه في البحار نقلاً عن العلل ، ولعلّ لفظ ( العيون ) من سهو القلم.

[٤]البحار ١ : ١٠٩ / ٦ ، علل الشرائع ١ : ١٤١ / ١١.

نام کتاب : الرسائل الأحمديّة نویسنده : الشيخ أحمد آل طعّان    جلد : 1  صفحه : 77
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست