نام کتاب : الرسائل الأحمديّة نویسنده : الشيخ أحمد آل طعّان جلد : 1 صفحه : 135
الأوْلى الأوّل الذي عليه المعوّل ، فالممتنع كون الابتداء بهما حقيقيّا
لاستلزامه المحال.
الحمد لغة
وكيف كان ،
فالحمد لغةً : الوصفُ باختياريّ الجميل ، بقصد التعظيم والتبجيل [١]. ومثله المدح
اللغوي [٢] على القول بترادفهما كما اختاره بعض ذوي التحصيل [٣].
وأمَّا على
المشهور من التغاير بينهما فيخرج باختياريّ الجميل ، كما يخرج بقصد التعظيم
والتبجيل ما كان ثناءً على جهة الاستهزاء والسخرية والتخجيل.
اللهمّ إلّا
أنْ يقال : إنَّ الوصف على جهة الاستهزاء لا يُسمَّى ثناءً عرفاً ؛ لاشتراط
الإشعار بالتعظيم في صدق الثناء ، فالخالي عنه إنَّما يسمّى سخريَّة واستهزاءً ،
فحينئذ يخرج بقيدي الثناء [ و [٤] ] الجميل ، لكنَّه إنّما يتمّ بناءً على المشهور
المنصور من أنَّ الثناء حقيقةٌ في الخير فقط ، وأنَّ الوصف بالجميل لا يكون إلّا
بقصد التجليل.
أمَّا على
القول بمقوليّة الثناء بالاشتراك أو التواطؤ على الخير والشرّ ، وأنَّ الوصف
بالجميل لا يستلزم التفضيل ، بل قد يكون على وجه الاستهزاء والتخجيل ، فلا يخرج
ذلك عن الحمد ، كما لا يخفى على ذي تحصيل.
وقد نُقض هذا
التعريف في عكسه بالثناء على صفات الله تعالى حيث قد قيَّد فيه المحمود عليه
بالاختياري بالثناء على صفات الله الذاتية ، فإنَّها ليست باختياريّة ، فإنّه
تعالى بالنسبة إليها موجب لعدم انفكاك الذات في حال من الحالات ، فلا يجوز الحمد
عليها بخلاف الصفات الفعليّة التي يمكن انفكاكها عن الذات كالخلق والرزق ، فإنّها
اختياريّة له تعالى فيجوز الحمد عليها.