نام کتاب : الرسائل الأحمديّة نویسنده : الشيخ أحمد آل طعّان جلد : 1 صفحه : 133
فلهذا وقعوا في
إشكال التعارض ، واضطربوا في وجوه الجمع بينهما.
الجمع بين خبري البسملة
والحمدلة
والذي يختلج في
الفكر الكليل والفهم العليل بعد الإغماض عن سند حديث الحمدلة عدم التنافي بينهما ؛
لأنّ ظاهر الأمر بالابتداء فيهما تقديم البسملة والحمدلة على المقاصد الذاتيّة
التي هي مسائل الفنّ المشروع فيه ، من غير تعرّض لتقديم أحدهما على الآخر ، وإنّما
قُدِّمت البسملة للاهتمام أو الاقتداء بخير الكلام كلام الملك العلّام ، أو لقصرها
واستدعاء الحمد غالباً طول الكلام وإرخاء الزمام.
اللهم إلّا أنْ
يقال : إنَّ المتبادر من الابتداء فيهما هو الابتداء الحقيقي دون أخويه ، فتأمّل
فيه.
ولك أنْ تحمل
الخبرين على منع الخلوّ من أحدهما ، فلا يلزم الجمع بينهما ، وإنَّما يجمع بينهما
جمعاً بين الوظيفتين وإحرازاً للفضيلتين.
هذا ، وقد جُمع
بينهما ؛ تارةً بحمل الحمد على مطلق الثناء الجميل بأيّ صيغة أفاده ، سواء كان
بلفظ الحمد أم لا ، فيعمّ الثناء بالبسملة لاشتمالها على إظهار صفاته الجميلة
وتضمّنها النعم الجزيلة ، فيكون في الابتداء بها عمل بالحديثين لتحقّق الابتداء
بالحمد في ضمن الابتداء بها ، فيرتفع البَوْنُ من البين. وتارةً بحمل الباء في
الخبرين على الاستعانة أو الملابسة. ولا ريب في أنّ التلبّس بشيء والاستعانة به
لا ينافي التلبّس والاستعانة بغيره ؛ ولأنَّ التلبّس يعمُّ الابتداء بالشيء على
وجه الجزئية. وَذَكَرَهُ قبل الابتداء بلا فصل فيجوز جعل أحدهما جزءاً ، وذكر
الآخر قبله بلا فصل ، فيكون آنُ الابتداء آنَ التلبّس بهما.
وأُورد عليه
بأنّ حمل الباء على الاستعانة ليس بسديد ؛ لاقتضاء حمل الباء [ في البسملة [١] ] عليها [٢] جعل بسم الله
آلةً ، والآلة غير مقصودة بذاتها ، وخروج الحمد