نام کتاب : الدرّ النظيم في مناقب الأئمّة اللهاميم نویسنده : الشيخ يوسف بن حاتم العاملي جلد : 1 صفحه : 150
في ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلا ، فاخبر أبو سفيان بخروج النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم فأخذ بالعير على الساحل واستصرخوا أهل مكّة على لسان أبي ضمضم بن عمرو الغفاري.
وقيل : وكانت عاتكة بنت عبد المطّلب قد رأت قبل قدوم أبي ضمضم بثلاثة أيّام رؤيا أفزعتها ، فبعثت الى أخيها العبّاس فقالت له : والله يا أخي لقد رأيت الليلة رؤيا أفزعتني وتخوّفت أن يدخل على قومك منها شرّ فاكتم عليّ احدّثك.
فقال : وما رأيت؟
قالت : راكبا أقبل على بعير له فوقف بالأبطح ثمّ صرخ بأعلى صوته أن انفروا يا آل غدر لمصارعكم ، ثمّ نادى على ظهر الكعبة ، ثمّ نادى على أبي قبيس ، ثمّ أرسل صخرة فارفضّت فما بقي في مكّة بيت إلاّ دخل منها فلذة [١].
ثمّ خرج العبّاس وقد ارتاع فلقي الوليد بن عتبة بن ربيعة وكان له صديقا فذكرها له واستكتمه إيّاها ، فذكرها الوليد لأبيه عتبة ، فنما الحديث حتى تحدّثت به قريش.
قال العبّاس : فغدوت أطوف بالبيت وأبو جهل بن هشام ورهط من قريش قعود يتحدّثون برؤيا عاتكة ، فلمّا رآني أبو جهل قال : يا أبا الفضل إذا فرغت من طوافك فأقبل إلينا. فلمّا حضرتهم قال أبو جهل : يا بني عبد مناف متى حدثت فيكم هذه النبيّة؟
قلت : وما ذاك؟
قال : الرؤيا التي رأت عاتكة. وقال : يا بني عبد المطّلب ما رضيتم أن يتنبأ رجالكم حتى تتنبأ نساؤكم ، قد زعمت عاتكة في رؤياها أنّه قال انفروا الى مصارعكم ثلاثا فسنتربّص بكم هذه الثلاث ، فإن كان ما قالت حقّا فسيكون ، وإن كان باطلا كتبنا عليكم كتابا أنكم أكذب بيتا في العرب.
قال العبّاس : فو الله ما كان منّي إليه كثير غير أنّي جحدت وأنكرت أن تكون رأت شيئا. ثمّ تفرّقنا.