فالسيادة تتطلب درجة عالية من المشاركة الاجتماعية ، وتنبثق من شعور تكافلي عميق نحو الآخرين.
أما السماحة فحسب تفسير أهل البيت : هي البذل وهو ـ كما معروف ـ طريق للتكافل. بدليل أن الإمام الحسن 7 لمّا سأله أمير المؤمنين 7 عن تفسير السماحة : « يا بني ما السماحة؟ قال : البذل في العُسر واليسر »[٢].
أراد الإسلام أن يتحسس المسلم مشاكل الناس ، وخاصة أولئك الذين تضيق في وجوههم سُبل العيش المشروع ، لذلك مجّد الجود وشجع على البذل والإنفاق كأسلوب تكافلي لابد منه. وكان أهل البيت : يتسلّقون ذُرى المجد في الجود ، يقول أمير المؤمنين 7 : « إنّي لأرفع نفسي أن تكون حاجةٌ لا يسعُها جودي »[٤].
فالجود ـ إذن ـ يقود إلى البذل بالموجود ، وأفضله في مقاييس مدرسة أهل البيت : ما كان عن عسرةٍ ، لكي يُخرج المسلم من شرنقة الشح والبخل إلى فضاء العطاء والبذل ، وفي هذا الصَّدد يقول أمير المؤمنين 7 :
[١] عيون الحكم والمواعظ : ٤٨٢. [٢] مشكاة الأنوار / علي الطبرسي : ٤٠٧. [٣] معاني الأخبار / الشيخ الصدوق : ٤٠١ ، انتشارات إسلامي ، طبعة ١٣٦١ ش. [٤] عيون الحكم والمواعظ : ١٦٩.
نام کتاب : التكافل الإجتماعي في مدرسة أهل البيت عليهم السلام نویسنده : ذهبيات، عباس جلد : 1 صفحه : 30