الثاني :
دلالة هذه المكيدة على غباء أصحابها ؛ لأنّها بمثابة الطلب من الشيعة ترك
العمل بأخبار العامّة ؛ لأن خبر التقيّة في أدق وصف له إنّما هو خبر عامّي
فرضته السياسة الجائرة على لسان أهل البيت عليهمالسلام
، ولا ينبغي لعامي فَهِم عاقل أن يتقدم بمثل هذا الطلب إلى الشيعة ؛ لأنّه سالب بانتفاء موضوعه.
٣
ـ التقيّة في القضاء :
إنّ حكم القضاة بخلاف ما أنزل الله تعالى
في كتابه العزيز ، له صور متعددة ، منها : أن يكون حكم القاضي موجباً لقتل
مسلم بريء ، فهنا لايجوز الحكم بحال والتقيّة فيه حرام بلا كلام.
ومنها : أن يدفع القاضي بحكمه المخالف
للحق ضرراً عن نفسه فيوقعه ظلماً بالآخرين ، وهذا الحكم باطل أيضاً ولا
تجوز التقيّة فيه ؛ لعدم جواز دفع الضرر عن النفس بالحاقه بالغير.
وبالجملة ، فإنّ الافتاء والقضاء
المخالف لما أنزل الله عزَّ وجل خطير جداً ، وقد وصف سبحانه من يحكم بغير
ما أنزل الله ، تارة بالكافرين ، وأُخرى بالظالمين ، وثالثة بالفاسقين [١].
٤
ـ التقيّة المؤدية إلى فساد الدين أو المجتمع :
لا ينبغي الشك في حرمة استخدام التقيّة
المؤدية إلى فساد الدين أو المجتمع ، كما لو كانت سبباً في هدم الإسلام ، أو النيل من مفاهيمه وأحكامه المقدسة ، أو محو بعض آثاره.