فقد درجت الاُمم والشعوب منذ عهدها
بالتدوين علىٰ تخليد قادتها ورجالاتها ، عرفاناً منها لما أسدوه لها من
خدمات جليلة ، وبما زانوا مجدها وتأريخها بكل طارف وتليد. ونحن كأُمّة
إسلامية لنا أعظم دين ، وأغنىٰ تراث ، وأرقىٰ حضارة ، ما كنّا بدعاً من
الاُمم والحضارات في تخليد عظمائنا ورجالاتنا الذين شادوا مجد هذه الاُمّة ،
وبنوا صرحها الشامخ. بل ، نحن أحق من غيرنا بذلك للعديد من الاعتبارات..
وربّ تساؤل يقفز إلىٰ ساحة الذهن
، بأنّهم كُثر أُولئك الذين كان لهم دور في عملية صياغة التاريخ ، وصناعة
المجد ، وبناء الحضارة.. فمن من اولئك حقيق بالتخليد والذكر الجميل ؟ ثم ،
كيف نُحيي تراثهم ، ونُعيد تأريخهم ؟ ولماذا.. ؟
وطبيعي أن يأتي الجواب بأن أي دراسة يجب
أن تتناول النخبة الصالحة الرشيدة التي بذلت كل ما في وسعها من أجل أن تحيا
هذه الاُمّة علىٰ مبادئ رسالتها الخالدة ، وأن تشتمل تلك الدراسة علىٰ
تاريخ حياة أولئك الأعلام المضحين ، ومناهجهم في عملية البناء والتغيير ،
وجهادهم وجهودهم المضنية في هذا المجال ، كما ينبغي تناول سيرتهم العملية
وأقوالهم بالدرس والتحليل.
وأما الغرض من تدارس أحوال ومواقف أولئك
العظام ؛ فهو لاستلهام
نام کتاب : الامام محمّد الجواد عليه السلام .. سيرة وتاريخ نویسنده : الحسيني، السيد عدنان جلد : 1 صفحه : 7