responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الآلوسي والتشيع نویسنده : القزويني، السيد أمير محمد    جلد : 1  صفحه : 309

تعالى إذا خلق فعل المعصية فينا ولم يكن لنا فيها أثر إطلاقا ثم عذبنا على فعله تعالى تلك المعصية التي خلقها فينا وعاقبنا على صدورها منه لا منّا ـ كما يزعم خصمنا ـ كان ذلك بأقصى مراتب الظلم ـ تعالى الله عمّا يصفون ـ فكيف يا ترى يرضى من له عقل أو شيء من الإيمان أن يقول في الله تعالى أنه أظلم الظالمين ، ويكذب الله فيما وصف به نفسه المقدّسة بأرحم الراحمين وأكرم الأكرمين ، فهل يا ترى هناك راحما سواه أو كريما غيره ، أو يا هل ترى من الرحمة واللّطف والعفو والكرم أو يعذبنا على فعل صدر عنه ومعصية لم تصدر عنّا بل منه لا حيلة لنا في دفعها كما يزعم خصومنا.

سادسا : لو كانت أفعالنا صادرة عن الله تعالى لا من أنفسنا ـ كما يزعمون ـ لزمهم أن يقولوا بكذب القرآن ، وذلك لأن صراحة آياته قاضية باستناد أفعالنا إلينا وصدورها عنّا لا عن خالقنا تعالى عن ذلك.

صريح القرآن حاكم بأن أفعال العبد صادرة عنه لا عن الله تعالى

أما الآيات الصريحة في أننا فاعلون لأفعالنا وأنها صادرة عنّا لا عن الله تعالى ـ كما يزعم الآلوسي ـ فكثيرة ، وإليك قسم منها ، فمن ذلك قوله تعالى : ( فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتابَ بِأَيْدِيهِمْ ) [ البقرة : ٧٩ ] وقوله تعالى : ( إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَّنَ ) [ الأنعام : ١١٦ ] وقوله تعالى : ( فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ كَفَرُوا ) [ مريم : ٣٧ ] وقوله تعالى : ( بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنْفُسُكُمْ أَمْراً ) [ يوسف : ١٨ ] وقوله تعالى : ( كُلُّ امْرِئٍ بِما كَسَبَ رَهِينٌ ) [ الطور : ٢١ ] وقوله تعالى : ( مَنْ يَعْمَلْ سُوءاً يُجْزَ بِهِ ) [ النساء : ١٢٣ ] وقوله تعالى : ( فَطَوَّعَتْ لَهُ نَفْسُهُ قَتْلَ أَخِيهِ ) [ المائدة : ٣٠ ].

وقوله تعالى حكاية عن إبليس : ( ما كانَ لِي عَلَيْكُمْ مِنْ سُلْطانٍ إِلاَّ أَنْ دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي ) [ إبراهيم : ٢٢ ] وقوله تعالى : ( فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ ) [ الزلزلة : ٧ ] ونحوها من الآيات الكريمة التي هي نصوص صريحة تدل على أننا فاعلون أفعالنا دون الله.

وأما التأويل بالرأي في نصوص الآيات المحكمة فهو من تحريف الكلم عن مواضعه والإضلال بكلامه على غير ما أنزل الله ، والقول على الله بغير علم ولا

نام کتاب : الآلوسي والتشيع نویسنده : القزويني، السيد أمير محمد    جلد : 1  صفحه : 309
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست