١. ما هو مستقل ذاتاً وماهية كما هو
مستقل خارجاً ووجوداً.
وبعبارة أُخرى : مستقل في كلتا النشأتين
: الذهنية والخارجية ، فله استقلال في صحيفة الذهن كما له استقلال في صحيفة الوجود
، كالجواهر بأقسامها ، وهذا ما يعبّر عنه الفلاسفة بقولهم : « في نفسه لنفسه »
فكلمة « في نفسه » إشارة إلى استقلاله في مفهومه وذاته ، كما أنّ لفظة « لنفسه » إشارة
إلى استقلاله في الوجود من دون أن يكون قائماً بالغير ناعتاً له.
٢. ما هو مستقل ذاتاً وماهية ، لكن غير
مستقل خارجاً ووجوداً ، بل إذا وجد في الخارج وجد في موضوع ، ناعتاً لغيره واصفاً
له.
وبعبارة أُخرى : مستقل في صحيفة الذهن
دون صحيفة الخارج ، وذلك كالأعراض بأقسامها التسعة ، فالبياض له مفهوم مستقل يُعرف
: انّه لون مفرّق لنور البصر. لكنّه إذا وجد في الخارج بحاجة إلى موضوع يقوم به.
ومثله سائر الأعراض ويعبّر عنه : « في نفسه مفهوماً لغيره وجوداً ».
٣. ما هو غير مستقل في كلتا النشأتين لا
في الذهن ولا في الخارج وليس له مفهوم تام كما ليس له وجود مستقل ، فهو في عالم
التصوّر اندكاكيّ المعنى ، وفي عالم التحقّق اندكاكيّ الوجود ، فمفهومه فان في
مفهوم آخر كما أنّ وجوده كذلك.
وهذا كالمعاني الحرفية حيث لا تتصور
إلاّ تبعاً للمعاني المستقلة وفي ظلها ، كما لا تتحقق إلاّ مندكة في الغير وفانية
فيه ، ويعبّر عنه في مصطلحهم بقولهم : « ما وجوده في غيره لغيره ».
فالقسم الأوّل هو الوجود النفسي ،
والثاني هو الوجود الرابطي ويعبّر عنه بالاعراض أيضاً ، والثالث هو الوجود الرابط
، كما يقول الحكيم السبزواري :