والكلّ ، لكنّه يخرجه
عن المقدّمية ، لأنّ المقدمية ما يكون في خدمة ذيها ، فإذا لوحظ الجزء بشرط لا
فمعنى ذلك أنّ الجزء لوحظ منفصلاً عن كلّ شيء ، وأن لا يكون معه شيء آخر فالجزء في
هذا اللحاظ لا يجتمع مع الكلّ ، ومعه كيف يكون مقدمة له بمعنى كونه جزءاً للمركب؟!
وأمّا لحاظ الجزء على نحو اللابشرط
فلحاظه بهذا المعنى لا يجعله عين الكلّ في عامّة الشرائط ، وذلك لأنّ اللابشرط
يجتمع مع ألف شرط ، فكما أنّ من الشروط الانضمام فلحاظ الجزء في هذه الحالة يجعله
عين الكلّ ، لكن من الشروط أيضاً الوحدة والتجرّد ، فالجزء الموصوف لابشرط عند
لحاظ الوحدة ، يخرجه عن كونه عين الكلّ.
الثاني
: جواب المحقّق الخراساني
قد ذهب المحقّق الخراساني إلى أنّ
المقدّمة هي الأجزاء بالأسر [١]
( مكان قول الشيخ الذي جعل المقدمة كلّ جزء جزء ، فعلى مبنى الخراساني ليس هنا
إلاّ مقدمة واحدة ، بخلاف جواب الشيخ فانّ هنا مقدمات حسب تعدد الأجزاء ) قال ما
هذا حاصله :
إنّ المقدمة هي نفس الأجزاء بالأسر ،
وذا المقدمة هو الأجزاء بشرط الاجتماع ، فتحصل المغايرة بينهما ، وعلى ذلك يلزم في
اعتبار الجزئية ، أخذ الأجزاء لابشرط ، كما أنّه لابدّ في اعتبار الكلية من أخذه
بشرط الاجتماع. [٢]
يلاحظ
عليه : أنّ الحلّ المزبور ، مبنيّ على أنّ
هنا مقدمة واحدة بمعنى الأجزاء ، تلاحظ تارة امّا لابشرط ، وأُخرى بشرط شيء ،
لكنّه ليس بتام ، بل هناك