عن أنّ هذه الحيثية
منتزعة من محمولات العلوم ، متأخرة عنها. وعلى ذلك فنسبة الميز إلى المحمولات في
أمثال هذه الموارد ، أولى من نسبته إلى الحيثيات.
دليل القول الثالث
إنّ لمسائل كلّ علم جهة وخصوصية لا توجد
في مسائل سائر العلوم ، وتكون هذه الجهة جامعة بين تلك المسائل وبسببها يحصل الميز
بين مسائل هذا العلم ومسائل سائر العلوم ، مثلاً : الجهة الجامعة لمسائل علم النحو
هي البحث عن كيفية آخر الكلمة من المرفوعية والمنصوبية والمجرورية ، فهي خصوصية
ذاتية ثابتة في جميع مسائله ، وبهذه الجهة تمتاز هذه المسائل عن مسائل سائر
العلوم.
يلاحظ
عليه : أنّ ما ذكره صحيح في العلوم التي
تتحد موضوعاً وتختلف محمولاً ، كما في علمي النحو والصرف أو العلوم الثلاثة الطب
والتشريح ووظائف الأعضاء ، فانّ المائز هو الجهة الجامعة بين مسائل العلمين أو
مسائل العلوم الثلاثة ، وأمّا إذا كان العلمان مختلفين موضوعاً فالتميز بالموضوع
مقدّم رتبة وزماناً على الميز بالجهة الجامعة ، فانّ أوّل ما يقع في الذهن في هذه
الموارد هو الموضوع ثمّ المحمول ثمّ الجهة الجامعة بين مسائلها.
دليل القول الرابع
ذهب السيّد الأُستاذ قدسسره إلى أنّ تمايز العلوم بذواتها ، وقال :
إنّ منشأ وحدة العلوم إنّما هو تسانخ القضايا المتشتتة التي يناسب بعضها بعضاً ،
فهذه السنخية موجودة في جوهر تلك القضايا وحقيقتها ، ففي مثله تمايز العلوم
واختلاف بعضها يكون بذاتها ، فقضايا كلّ علم مختلفة ومتميزة بذاتها عن قضايا علم
آخر.
وأمّا تداخل بعض مسائل العلوم في بعض
فلا يضر بما ذكرناه ، لأنّ المركب