السيّد الأُستاذ قدسسره ذهب إلى أنّ المبدأ عبارة عن الحروف
المترتبة مجرّدة عن كلّ هيئة ، كحروف « ض ، ر ، ب » فهي موضوعة لنفس المعنى مجردة
عن كلّ خصوصية ونسبة فاعلية أو مفعولية.
فإن
قلت : إنّ اللفظ الموضوع لابدّ وأن يكون
قابلاً للتنطّق والتلفظ ، والمادة العارية عن كلّ صورة غير قابلة له.
قلت
: إنّ وضع المادة لما كان وضعاً تهيئياً لأن تتلبس بالهيئات الكثيرة من الماضي
والمضارع ، فلا يلزم أن تكون قابلة للتنطق. [١]
يلاحظ
عليه : أنّ العرف العام لا يضع لفظاً لمعنى
ما لم ينطق به فهو بالنطق به يضع اللفظ غالباً ، وقد مرّ أنّ وضع غالب الألفاظ وضع
تعيني لا تعييني ، ووضع المادة بلا هيئة يحتاج إلى قدرة فكرية خارج عن إطار قدرة
الواضع الساذج. ولذلك استقرّ نظره أخيراً على أنّ المصدر مادة المشتقات ، لكن
الهيئة غير دخيلة في المبدئيّة بل دخيلة في إمكان النطق به ، ولو أمكن النطق به
بلا هيئة لوضعها بلا هيئة ، وعلى ذلك يصبح النزاع أشبه باللفظيّ.
الأمر السابع :
التفصيل في بعض المشتقات ونقده
ربّما يفصل بين المشتقات فيتوهم أنّ
بعضها حقيقة في المتلبّس والبعض الآخر في الأعم ، وذلك فيما لو كان المبدأ فيه
حرفة أو قوّة أو ملكة فانّ المشتق يصدق مع عدم التلبّس بالمبدأ وذلك كالكاتب
والمثمر والمجتهد.
وقد أجاب عنه المحقّق الخراساني بما
حاصله : أنّ اختلاف المشتقات في المبادئ وكون المبدأ في بعضها حرفة وصناعة ، وفي
بعضها قوّة وملكة ، وفي بعضها