حصوله ، لكن العقل
يحلّله إلى دلالات كثيرة ، وهو أنّ هنا حدثاً ونسبة وفاعلاً وصدوراً سابقاً أو
لاحقاً. كما هو الحال في قولنا باللغة الفارسية « زد » أو « مىزند ».
الأمر السادس : ما
هي مادة المشتقات؟
لا شكّ انّ العارف باللغة يُحسّ أنّ
هناك معنى سارياً في عامّة المشتقات بحيث إنّ المفاهيم المختلفة تطرأ على ذلك
المعنى ، ويصوّره بصور مختلفة ، وهذا ما يسمّى بمادة المشتقات ، فالهيئات تفيد
معاني مختلفة لكن الجميع ينصبُّ على معنى واحد ، فتارة يلاحظه صادراً عن الفاعل ،
وأُخرى واقعاً عليه ، وثالثة متحقّقاً في زمان ومكان ، إلى غير ذلك من المعاني
الطارئة ، وهذا يدلّنا على أنّ في المشتقات مادة سيّالة متضمّنة معنى سارياً في
عامّة الصحيح في جميع الصور.
ويؤيد ذلك أنّه كثيراً ما يعلم الإنسان
مفهوم الهيئة ولكن يجهل بمفاد المادة ، وهذا آية تعدد الوضع وانّ هناك شيئا
موضوعاً لمعنى ، والهيئة موضوعة لمعنى آخر ، وقد اختلفت كلمتهم في تعيين ما هي
المادة السارية لهذه المشتقات الكثيرة إلى مذاهب :
الأوّل
: انّ المصدر أصل ، والفعل والوصف مشتقان منه ، وهذا خيرة البصريين.
الثاني
: انّ الفعل أصل ، والمصدر مشتق منه ، وهذا مذهب الكوفيين ، وإلى المذهبين يشير
ابن مالك في ألفيته ، يقول :
المصدر اسم ما سوى الزّمان من
مدلولي الفعل كامن من أمن
بمثله أو فعل أو وصف نصب
وكونه أهلاً لهذين انتخب
الثالث
: انّ المصدر أصل ، والفعل مشتق منه ، والصفات مشتقة من الفعل.