ولو بنحو التنزيل ،
بل هو جعل اللفظ مرآة تحكي المعنى وتصوره للسامع ، واستعمال اللفظ في المعنى هو
فعلية كون اللفظ الموضوع مرآة وحاكياً. وبما أنّ المرآة ملحوظة حين استعمالها
باللحاظ الآلي ، فيلزم من استعمال اللفظ الواحد في معنيين أو أكثر ، أن يلحظ ذاك
اللفظ الواحد ، في آن واحد ، بلحاظين آليينَ وحينئذ يجتمع اللحاظان في واحد شخصي.
نعم لو كانت حقيقة الوضع هو العلامة ،
فلا مانع من كون شيء واحد علامة لشيئين. [١]
والفرق بين تقريري الأُستاذ ( الخراساني
) والتلميذ ( العراقي ) ، انّ تقرير الأُستاذ يركز على لزوم وجود لفظ ولحاظ آخر
باعتبار انّ الاستعمال إفناء للّفظ ، ولابدّ في الاستعمال في المعنى الثاني من
لحاظ ولفظ واستعمال آخر.
وهذا التقرير يركز على استلزام
الاستعمال اجتماع لحاظين آليين في شيء واحد.
يلاحظ
عليه : أنّ ما ذكره مبني على أنّ تعدّد
اللحاظ في المعنيين يلازم تعدده في اللفظ المستعمل فيها ، ولكن الظاهر أنّه لا
ملازمة بين تعدّد اللحاظ في المعنى ، وتعدّده في اللفظ ، وذلك لأنّ كلاً من
المعنيين تعلّق به الغرض الذاتي فيكون كلّ منهما ملحوظاً على وجه الاستقلال ،
بخلاف اللفظ فانّه متعلّق بالغرض تعلقاً آلياً ، فيكفي في مقام استعمال اللفظ
الواحد في أكثر من معنى ، تصوّر المعنيين مستقلاً أوّلاً ، ثمّ الانتقال منهما إلى
اللفظ ثانياً ، والانتقال منه إلى المعنيين ثالثاً.
٣. اجتماع لحاظين
مستقلين في صقع النفس
استدلّ المحقّق النائيني على الامتناع
بأنّ لازم استعمال اللفظ في المعنيين
[١] بدائع الأفكار :
١ / ١٤٦ ، وما أفاده تعبير آخر عما في « الكفاية ».