لا شكّ في وجود الاشتراك في لغة العرب ،
وقد جمع علماء اللغة المشتركات اللفظية فيها.
وأمّا القرآن فقد ورد فيه النجم وهو
مشترك بين الكوكب والنبات الذي لا ساق له ، قال سبحانه : (والنّجم إِذا هَوى)[١] وقال : (وَالنَّجم
وَالشَّجَر يَسْجُدان)[٢]
ومثل النجم لفظة « النون » فانّه مشترك بين الحوت والدوات. [٣]
ثمّ إنّ علماء علوم القرآن فتحوا باباً
في المشتركات القرآنية أسموه بمعرفة الوجوه والنظائر وألّفوا في هذا المضمار رسائل
وكتباً ، ولكنّهم خلطوا في كثير بين المصداق والمعنى. [٦] مثلاً : ذكروا للقضاء معاني مختلفة
كالفراغ ، والأمر ، والأجل ، والفصل ، والمضي ، والهلاك ، والوجوب ، والإبرام ،
والإعلام ، والوصية ، والموت ، والنزول ، والخلق ، والفعل ، والعهد ، مع أنّ
الجميع من مصاديق المعنى الواحد وهو العمل المتقن والتنفيذ القاطع.
يقول ابن فارس [٧] : ليس له إلاّ أصل واحد والجميع يرجع
إلى ذلك وهو ما يدلّ على إحكام أمر ، وإتقانه وإنفاذه لجهة ، قال اللّه تعالى : (فَقَضاهُنّ سبع