وأوضحه المحقّق الآشتياني بقوله : إنّ
العلم بالنتيجة ، أي أنّ العالَم ـ بالخصوص وبالتفصيل ـ حادث يتوقف على العلم
بالمقدمتين ، وأمّا العلم بأنّ كلّ متغيّر حادث لا يتوقف على العلم بأنّ العالم
بما هو عالم وبعنوان كونه عالَماً بخصوصه وتفصيلاً ، حادث ، بل على العلم إجمالاً
بعنوان انّه شيء متغير ، حادث لا بعنوان انّه عالَم بخصوصه ، فالعلم به من حيث
إنّه متصف بعنوان خاص وهو العالمية محكوم بصفة أُخرى وهي الحدوث ، متوقف على العلم
به من حيث إنّه متصف بصفة أُخرى بعنوان آخر ، وهو كونه شيئاً متغيراً ، فلا دور
لاختلاف طرفي التوقف. [١]
جواب آخر عن الدور
وهو انّ العلم بالنتيجة موقوف على كلية
الكبرى ، ولكن العلم بكلية الكبرى موقوف على الدليل العقلي الدال على الملازمة بين
التغيّر والحدوث من دون نظر إلى مصداق دون مصداق ، فإذا دلّ الدليل العقلي على أنّ
التغير عبارة عن التدرّج في الوجود ، والتدرج يلازم تحقّق الشيء شيئاً فشيئاً يكون
التغير ملازماً للحدوث ، فالعقل ينتزع من هذه الملازمة قانوناً كلياً باسم كل
متغير حادث.
هذا إذا كان الموضوع في الكبرى دليلاً
على الملازمة كالتغير ، وربما لا يكون كذلك وإنّما تعلم كلية الكبرى من دليل خارجي
، مثلاً نقول : هذا مثلث وكلّ مثلث زواياه تساوي زاويتين قائمتين ، فالعلم بالكبرى
رهن البرهان الهندسي على انّ مقدار زوايا المثلث ، تساوي زاويتين قائمتين.
تمّ الكلام في التبادر وإليك البحث في
العلامة الثانية.