نام کتاب : أبوذر الغفاري رمز اليقظة في الضمير الإنساني نویسنده : الفقيه، الشيخ محمد جواد جلد : 1 صفحه : 135
فازبأرَّ [١] معاوية ، وتغير لونه وقال : يا جلاّم أتعرف الصارخ ؟ فقلت : اللهم لا.
قال : من عذيري من جندب بن جنادة ! يأتينا كل يوم ، فيصرخ على باب قصرنا بما سمعت ! ثم قال : أدخلوه عليَّ.
فجيء بأبي ذر بين قوم يقودنه ، حتى وقف بين يديه ، فقال له معاوية :
يا عدو الله وعدو رسوله ! تأتينا في كل يوم ، فتصنع ما تصنع ! أما إني لو كنت قاتل رجل من أصحاب محمد من غير إذن أمير المؤمنين عثمان ، لقتلتك ، ولكني أستأذن فيك.
قال جلاّم : وكنت أحب أن أرى أبا ذر ، لأنه رجل من قومي ، فالتفت اليه ، فاذا رجل أسمر ضَرب [٢] من الرجال ، خفيف العارضين ، في ظهره جَنأ [٣] فأقبل على معاوية وقال :
ما أنا بعدوّ لله ولا لرسوله ، بل أنت وأبوك عدوّان لله ولرسوله. أظهرتما الاسلام ، وأبطنتما الكفر. ولقد لعنك رسول الله (ص) ودعا عليك مرّات ألا تشبع.
سمعت رسول الله (ص) يقول : اذا ولي الامة الأعين ، الواسع البلعوم ، الذي يأكل ولا يشبع ، فلتأخذ الامة حذرها منه.
فقال معاوية : ما أنا ذاك الرجل.
قال أبو ذر : بل أنت ذلك الرجل ، اخبرني بذلك رسول الله (ص) وسمعته يقول ـ وقد مررت به ـ : اللهم إلعنه ، ولا تشبعه الا بالتراب .. الخ ..