لما أعطى عثمان مروان بن الحكم ما أعطاه ، وأعطى الحارث بان الحكم إبن أبي العاص ، ثلاثمائة ألف درهم ، جعل أبو ذر يقول : بشر الكانزين بعذاب أليم ، ويتلو قول الله عز وجل : ( والذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها في سبيل الله ، فبشرهم بعذاب أليم ). فرفع ذلك مروان بن الحكم الى عثمان. فأرسل الى أبي ذر ، ناتلا مولاه : أن انته عما يبلغني عنك.
فقال : أينهاني عثمان عن قراءة كتاب الله. وعيب من ترك أمر الله ؟ فوالله ، لئن أرضي الله بسخط عثمان ، أحب الي ، وخير لي ، من أن أسخط الله برضاه.
فاغضب عثمان ذلك ، واحفظه ، فتصابر ، وكف.
وقال عثمان يوما : أيجوز للامام أن يأخذ من المال ، فاذا أيسر قضى ؟