عَلَيْنا دَيّانُ الدّينِ، فَجَعَلَكُمْ فِي بُيُوتٍ اذِنَ اللَّهُ انْ تُرْفَعَ وَ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ، وَ جَعَلَ صَلاتَنا عَلَيْكُمْ رَحْمَةً لَنا وَ كَفَّارَةً لِذُنُوبِنا، اذِ اخْتارَكُمُ اللَّهُ لَنا، وَ طَيَّبَ خَلْقَنا بِما مَنَّ عَلَيْنا مِنْ وِلايَتِكُمْ، وَ كُنَّا عِنْدَهُ مُسَمِّينَ بِعِلْمِكُمْ، مُعْتَرِفِينَ بِتَصْدِيقِنا ايَّاكُمْ، وَ هذا مَقامُ مَنْ اسْرَفَ وَ اخْطَأَ وَ اسْتَكانَ وَ اقَرَّ بِما جَنى، وَرَجى بِمَقامِهِ الْخَلاصَ، وَ انْ يَسْتَنْقِذَهُ بِكُمْ مُسْتَنْقِذُ الْهَلْكَى مِنَ الرَّدى، فَكُونُوا لِي شُفَعآءَ، فَقَدْ وَفَدْتُ الَيْكُمْ اذْ رَغِبَ عَنْكُمْ اهْلُ الدُّنْيا، وَ اتَّخَذُوا آياتِ اللَّهِ هُزُواً، وَ اسْتَكْبَرُوا عَنْها. يا مَنْ هُوَ قآئِمٌ لا يَسْهُو، وَ دآئِمٌ لا يَلْهُو، وَ مُحِيطٌ بِكُلِّ شَيْءٍ، لَكَ الْمَنُّ بِما وَفَّقْتَنِي، وَ عَرَّفْتَنِي بِما اقَمْتَنِي عَلَيْهِ، اذْ صَدَّ عَنْهُ عِبادُكَ وَ جَهِلُوا مَعْرِفَتَهُ، وَ اسْتَخَفُّوا بِحَقِّهِ، وَ مالُوا الى سِواهُ، فَكانَتِ الْمِنَّةُ مِنْكَ عَلَيَّ مَعَ اقْوامٍ خَصَصْتَهُمْ بِما خَصَصْتَنِي بِهِ، فَلَكَ الْحَمْدُ إذ كُنْتُ عِنْدَكَ في مَقامي هذا، مَذْكُوراً مَكْتُوباً، فَلا تَحْرِمْني ما رَجَوْتُ، وَ لا تُخَيِّبْني فيما دَعَوْتُ، بِحُرْمَةِ مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ الطّاهِرينَ، وَ صَلَّى اللَّهُ عَلى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ».