بخش سوّم اهميت كتاب الله و اسرار و فلسفه احكام
«ثُمَّ الْتَفَتَتْ عَلَيْهَا السَّلامُ الى اهْلِ الْمَجْلِسِ وَ قالَتْ:
انْتُمْ عِبادُ اللهِ نُصْبَ امْرِهِ وَ نَهْيِهِ، وَ حَمَلَةُ دِينِهِ وَ وَحْيِهِ، وَ امَناءُ اللهِ عَلى انْفُسِكُمْ، وَ بُلَغاؤُهُ الَى الْامَمِ.
وَ زَعِيمُ حَقٍّ لَهُ فِيكُمْ، وَ عَهْدٌ قَدَّمَهُ الَيْكُمْ.
وَ بَقِيَّةٌ اسْتَخْلَفَها عَلَيْكُمْ: كِتابُ اللهِ النّاطِقُ، وَ الْقُرْآنِ الصّادِقُ، وَ النُّورُ السّاطِعُ، وَ الضِّياءُ اللّامِعُ، بَيِّنَةٌ بَصائِرُهُ، مُنْكَشِفَةٌ سَرائِرُهُ، مُتَجَلِّيَةٌ ظَواهِرُهُ، مُغْتَبِطٌ بِهِ اشْياعُهُ، قائِدٌ الَى الرِّضْوانِ اتِّباعُهُ، مُؤَدٍّ الَى النَّجاةِ اسْتِماعُهُ، بِهِ تُنالُ حُجَجُ اللهِ الْمُنَوَّرَةُ، وَ عَزائِمُهُ الْمُفَسَّرَةُ، وَ مَحارِمُهُ الْمُحَذَّرَةُ، وَ بَيِّناتُهُ الْجالِيَةُ، وَ بَرَاهِينُهُ الْكافِيَةُ، وَ فضايلهُ الْمَنْدُوبَةُ، وَ رُخَصُهُ الْمَوْهُوبَةُ، وَ شَرايِعُهُ الْمَكْتُوبَةُ.
فَجَعَلَ اللهُ الْايمانَ تَطْهيراً لَكُمْ مِنَ الشِّرْكِ، وَ الصَّلاةَ تَنْزيهاً لَكُمْ عَنِ الْكِبْرِ، وَ الزَّكاةَ تَزْكِيَةً لِلنَّفْسِ، وَ نَماءً فِي الرِّزْقِ، وَ الصِّيامَ تَثْبِيتاً لِلْاخْلاصِ، وَ الْحَجَّ تَشْيِيداً لِلدِّينِ، وَ الْعَدْلَ تَنْسِيقاً لِلْقُلُوبِ، وَ طاعَتَنا نِظاماً لِلْمِلَّةِ، وَ امامَتَنا اماناً مِنَ الْفُرْقَةِ