responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نفحات الولاية نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 1  صفحه : 93

سوق العالم العلوي للدوران حول الأرض، وهو الفلك الذي يسمى أيضاً بفلك الأفلاك.

أمّا الفرضية الاخرى‌ فهى الفرضية التي تستمد قوتها من فرضية بطليموس بشأن العالم وتفسره على أساس العقول العشرة.

وعلى ضوء هذه النظرية التي طرحها جمع من الفلاسفة اليونانيين فان اللَّه لم يخلق بادئ ذي بدء سوى‌ شي‌ء واحد هو العقل (الملك أو الروح العظيمة والمجردة التي اصطلح عليها بالعقل).

وقد خلق هذا العقل شيئين هما العقل الثاني والفلك التاسع، ثم خلق العقل الثاني العقل الثالث والفلك الثامن، وهكذا خلق عشرة عقول وتسعة أفلاك، ثم قام العقل العاشر بخلق موجودات هذا العالم. والواقع ليس هنالك من دليل على هذه السلسلة من الفرضيات، وهكذا هو الحال بالنسبة لفرضية بطليموس رغم ذلك فقد كانت هذه الفرضيات هى السائدة لقرون.

أمّا القرآن والروايات الإسلامية فقد رفضت الفرضية الاولى- فرضية بطليموس- كما رفضت الفرضية الثانية- فرضية العقول العشرة-؛ وذلك لأننا لم نر أثر لهما في الآيات والروايات المعروفة- ولا سيما في نهج البلاغة-، وهذا بدوره يمثل أحد الأدلة والشواهد على استقلالية القرآن وعظمة الأخبار الإسلامية واستنادها إلى الوحي لا إلى الأفكار البشرية، وإلّا لاصطبغت بصبغتها. [1]

وقد رأينا الانسجام التام بين كلام أمير المؤمنين عليه السلام وسائر الروايات الإسلامية بشأن ظهور العالم. فالمحور الأصلي في الآيات القرآنية والروايات الإسلامية إنّما كان الحديث عن السموات السبع لا الأفلاك التسع ولا العقول العشرة، وسنتناول لاحقاً تفسير السموات السبع.

لكن من المؤسف أنّ قدماء شرّاح نهج البلاغة- ممن تأثروا بفرضية العقول العشرة ونظرية بطليموس بشأن ظهور العالم- قد سحبوا هذه الفرضيات على شرح نهج البلاغة


[1] لقد أشارت بعض الآيات القرآنية إلى حركة الأرض من قبيل الآية 88 من سورة النمل «وترى الجبال تحسبها جامدة وهى تمر مر السحاب صنع اللَّه الذي اتقن كل شي‌ء» والآية 25 من سورة المرسلات «الم نجعل الأرض كفاتا». (وطبق بعض التفاسير فان الآية 40 من سورة يس «لا الشمس ينبغي لها أن تدرك القمر ولا الليل سابق النهار وكل في فلك يسبحون» تدل على أنّ الشمس والقمر يسبحان في الفضاء العلوي. للوقوف أكثر على التفاصيل. انظر تفسير الأمثل.

نام کتاب : نفحات الولاية نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 1  صفحه : 93
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست