responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نفحات الولاية نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 1  صفحه : 90

الاصطلاح عليها بالدخان على ضوء التصريحات القرآنية. وقد سلط خالق العالم عليه قوتين عظيمتين، حيث عبر عنهما في العبارة المذكورة بالريح:

قوة الجاذبية التي حفظته متماسكاً وحالة دون تشتته وزواله، والقوة الدافعة التي تدفعه إلى الخارج إثر الحركة الدورانية حول نفسه وبفعل قوة الطرد المركزية، وهذه هى الريح والعاصفة الثانية. فاذا أقررنا بالحركة الدورانية للعالم الأول على أنّها كانت متذبذبة تشتد أحياناً وتنخفض أحياناً اخرى فمن الطبيعي أن تكون قد ظهرت تلك الأمواج العظيمة في تلك الكتلة الغازية العظيمة الشبيهة بالمائع بحث تراكمت تلك الأمواج على الدوام ثم أخذت بالتساقط.

وفي الختام فان الطبقات الأكثر خفة والأقل وزناً- والتي ورد التعبير عنها بالزبد من قبل الإمام عليه السلام- قد قذف بها نحو الفضاء الخارجي (أنّ مفردة «الزبد» تطلق على ما يطفو من الماء، وكذلك على الزبدة التي تطفو لخفتها على سطح محتويات القربة).

وبهذا فقد اشتدت الحركة الدورانية، فانفصلت أجزاء كبيرة من هذه الكتلة العظيمة وانطلقت إلى الفضاء، فما كان منها أكثر شدة بلغ نقاطاً مرتفعة وأمّا ما كان منها أقل شدة فقد بلغ نقاطاً أوطئ. لكن الأجزاء التي بلغت نقاطاً مرتفعة أصبحت على هيئة سقف محفوظ وذلك بفعل قوة الجاذبية التي لم تدعها تفلت تماماً، بينما أصبحت الأجزاء السفلى الأقل ضغطاً موجاً مكفوفاً حسب تعبير الإمام عليه السلام.

ثم ظهرت في ذلك الفضاء المترامي السموات السبع (التي سنتناولها بالحديث لاحقاً) دون أن تكون هناك عمد ترفعها ومسامير تنظمها وتحكم وثاقها، ولم تستقر في مواقعها وتتزن في حركتها ضمن مداراتها سوى‌ من خلال تعادل القوتين الجاذبة والدافعة. كان الفضاء آنذاك مملوءاً بالكرات الصغيرة والكبيرة، فانطلقت قطع متناثرة من هذه الأمواج إلى الخارج، وقد انجذبت القطع الصغيرة تدريجياً نحو الكرات الكبيرة بحكم الجاذبية فأصبح الفضاء وأضاءت النجوم وزينت بالكواكب وأشرقت الشمس واضي‌ء القمر وأخذت الأجرام تتحرك ضمن أغلفتها ومداراتها.

لقد ورد في بعض الفرضيات بشأن ظهور العالم أنّ العامل الذي أدى‌ إلى انفصال المنظومات والكرات السماوية عن الكتلة الاولى إنّما يعزى إلى الانفجار الداخلي العظيم والذي‌

نام کتاب : نفحات الولاية نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 1  صفحه : 90
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست