responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نفحات الولاية نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 1  صفحه : 72

الأشياء ولسادها الاضطراب والفوضى. وهناك اليوم تعبيران مختلفان بشأن هذه الدوافع الذاتية في الإنسان أو سائر الموجودات، فأحياناً يطلق عليها اسم الفطرة وأنّ معرفة اللَّه مودعة في الفطرة الإنسانية .. وأحياناً اخرى يعبر عنها بالغريزة. فمثلًا يقولون أنّ للإنسان غريزة جنسية، أو يقولون بأن لحركات الحيوانات عموماً صبغة غريزية. وهذا في الواقع اصطلاح استعمله العلماء بهذا الشأن. أحدهما بشأن الدوافع التي تتسم بالبعد الفكري (الفطرة) والآخر بخصوص تلك التي ليس لها بعداً فكرياً أو لها بعد عاطفي (الغريزة). إلّاأنّ كليهما يعنى الخلقة على أساس المعنى اللغوي.

ثم قال عليه السلام:

«والزمها [1] أشباحها».

وقد تضاربت أقوال المفسرين- لنهج البلاغة- بشأن هذه العبارة، فذهب البعض ومنهم ابن أبي الحديد الذي قال ان الضمير المنصوب في «الزمها» عائد إلى الغرائز؛ أي ألزم الغرائز أشباحها، أي أشخاصها لأنّ كلا مطبوع على غريزة لازمة، وبالنتيجة فان العبارة تأكيد على ثبوت غرائز الموجودات. بينما ذهب البعض الآخر إلى أنّ المراد بالعبارة وجود التشخصات الخاصة لكل موجود، أي أنّ اللَّه سبحانه قد وهب كل موجود بعض الخصائص والمميزات، وبعد أن كان لها بعداً كلياً في علم اللَّه فقد تبلورت في الخارج على هيئة جزئيات وأشخاص وعلى ضوء هذا التفسير فان الضمير في ألزمها يعود إلى (الإشياء) كما ذكر البعض كلا التفسيرين على نحو الاحتمال. ولكن لما كان التفسير الأول لا يتضمن انسجام الضمير وما ذهب إليه، إضافة إلى كون العبارة تتخذ طابع التأكيد لا بيان موضوع جديد، فانّ الذي يبدو أنّ التفسير الثاني أصح وأصوب من التفسير الأول. وتوضيح ذلك أن اللَّه تبارك وتعالى قد وهب كل موجود نوعين من الخصائص. الخصائص التي أودعت باطن ذاتها والتي عبر عنها الإمام عليه السلام بالغرائز، والخصائص في الجوانب الظاهرية من قبيل الزمان والمكان وسائر الجزئيات والتي عبر عنها الإمام عليه السلام بقوله‌

«ألزمها أشباحها»

وعلى هذا


[1] «أشباح» جمع «شبح» طبق ما أورده أغلب أرباب اللغة بمعنى الشخص في الأصل، كما وردت بمعنى ظهور الشي‌ء واتضاحه، ومن هنا يطلق الشبح اليوم على الموجود الذي يتراءى‌ ظله ثم يظهر فجأة.

نام کتاب : نفحات الولاية نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 1  صفحه : 72
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست