responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نفحات الولاية نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 1  صفحه : 50

والواجبات والوظائف والأخلاق، ومن المعلوم أنّ دعامتها الأساسية هى‌ «معرفة اللَّه»، وعليه فمعرفة اللَّه تمثل الخطوة الاولى على الطريق من جانب والمحور الرئيسي لكافة أصول الدين وفروعه، وليس لهذا الدين من حيوية دون هذه المعرفة- أمّا أولئك الذين يعتقدون بأنّ هناك شيئاً آخر قبل معرفة اللَّه، إلّاوهو النظر في طريق معرفة اللَّه والتحقيق بشأن الدين ووجوب المطالعة، فهم على خطأ كبير. وذلك لأنّ وجوب التحقيق يمثل أول الواجبات، بينما تمثل معرفة اللَّه أول دعامة للدين، أو بعبارة أُخرى فان التحقيق مقدمة ومعرفة اللَّه أولى مراحل ذي المقدمة. [1]

والنقطة الاخرى‌ المفروغ منها هى أنّ المعرفة الإجمالية قد أودعت فطرة الإنسان ولا تتطلب أدنى تبليغ بهذا الشأن، وإنما بعث الأنبياء لاستبدال هذه المعرفة الإجمالية بتلك المعرفة التفصيلية الكاملة المتقنة وإغناء جوانبها وتطهير الفكر البشري من أدران الشرك وأرجاسه.

ثم قال عليه السلام:

«وكمال معرفته التصديق به».

هنالك عدّة تفاسير للفارق بين التصديق والمعرفة. بادئ ذي بدء المراد هنا بالمعرفة هى المعرفة الفطرية، والمقصود بالتصديق المعرفة العلمية والاستدلالية. أو أنّ المراد بالمعرفة هنا المعرفة الإجمالية، والمقصود بالتصديق المعرفة التفصيلية. أو أنّ المعرفة تشير إلى العلم باللَّه، والتصديق يشير إلى الإيمان، لأنّ العلم لا يفارق الإيمان، فالإنسان قد يوقن بشي‌ء إلّاأنّه لا يؤمن به قلبياً- بمعنى التسليم له والاذعان به قلبياً، أو بتعبير آخر الاعتقاد به-. وأحياناً يضرب الفضلاء مثلًا لانفصال هذين الأمرين عن بعضهما، فيقولون: إنّ أغلب الأفراد يشعرون بالهلع ولا سيما في الليلة المظلمة حين البقاء إلى جانب ميت في غرفة خالية، رغم علمهم بانه ميت، لكن كأن العلم لم ينفذ إلى أعماقهم ويتسلل إلى قلوبهم، فلم يحصل ذلك الإيمان المطلوب وبالتالي فقد تمخض عن هذا الهلع والخشية.

وبعبارة اخرى فانّ العلم هو تلك المعرفة القطعية بالشي‌ء، إلّاأنّها قد تكتسب صبغة


[1] لقد ذهب المرحوم العلّامة المعروف «محمد جواد مغنية» في كتابه «في ظلال نهج البلاغة» إلى أنّ هذه المعرفة تعني الطاعة والانقياد لأوامر اللَّه ونواهيه، وهذا هو المعنى الذي اختاره من قبله الشارح الخوئي- رضوان اللَّه عليه، فان كان مرادهما الطاعة بالمعنى الشامل للكلمة بما فيها الامور العقائدية صح ذلك، وإن اقتصر على الجوانب العملية فقط يرد عليهما ما أوردناه سابقاً.

نام کتاب : نفحات الولاية نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 1  صفحه : 50
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست