responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نفحات الولاية نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 1  صفحه : 420

فقد شحن القرآن بهذه‌الآيات إلى‌ جانب الروايات الإسلامية التي أكدت هذا المعنى.

الادباء والشعراء تعرضوا لهذه الحوادث في نتاجانهم ممّا يثبت حقيقة قوله عليه السلام:

«لقد جاهرتكم العبر»

. ثم قال عليه السلام:

«و زجرتم بما فيه مزدجر» [1]

. ولعل هذا الزجر يستند إلى‌ لسان التكوين الذي ينطلق من أعماق التاريخ واخبار الماضين كما صور ذلك القرآن الكريم‌ «وَلَقَدْ جاءَهُمْ مِنَ الأَنْباءِ ما فِيهِ مُزْدَجَرٌ» [2].

أو عن طريق لسان التشريع والوحي الذي ورد في الكتب السماوية. وعليه فقد تمت الحجة تكويناً وتشريعاً ولم يعدّ هنالك من عذر. ثم قال عليه السلام:

«و ما يبلغ عن الله بعد رسل السماء إلّا البشر».

فما هذا الانتظار؟ أتتوقعون أن تهيط عليكم الملائكة ويتلون عليكم الآيات؟ فقد تشدق بذلك الكفار على عهد النبي صلى الله عليه و آله قائلين: «لَوْ ما تَأْتِينا بِالمَلائِكَةِ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصّادِقِينَ» [3]. فرد عليهم القرآن بالقول: «ما نُنَزِّلُ المَلائِكَةَ إِلّا بِالحَقِّ وَما كانُوا إِذاً مُنْظَرِينَ» [4] وخلاصة القول فان الله قد أتم حجته عن طريق المشاهدات الحسية لآثار الامم السابقة ومن خلال العقل وأخيراً الوحي، وليس لاحد أن يخرج عن سبيل الطاعة بحجة

«لولا أنزل علينا الملائكة».

ملاحظة: عالم ما بعد الموت‌

صحيح أنّ هنالك الاغشية الغليظة التي تحول بيننا وبين ذلك العالم وأنّ الحجب الظلمانية لا تدعنا نرى‌ حوادث عالم البرزخ (و ينبغي أن يكون الأمر كذلك؛ فلو طرحت الحجب لفقد الامتحان حرارته ولا نطلق الجميع في حالة شبه إضطرارية نحو الحق فلم يعدّ هنالك من معيار لتمييز المطيع من العاصي)، غير أنّ الآيات القرآنية والروايات الإسلامية الواردة عن أئمة


[1] «زجرتم» و «مزدجر» من مادة «زجر» بمعنى الصدعن عمل بصوت عال، ثم اطلق على‌ كل منع‌صدر كما يستعمل في التهي عن الذنوب.

[2] سورة القمر/ 4.

[3] سورة الحجر/ 7.

[4] سورة الحجر/ 8.

نام کتاب : نفحات الولاية نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 1  صفحه : 420
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست