responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نفحات الولاية نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 1  صفحه : 418

كلامه عليه السلام بالقول‌

«فانّكم لو قد عاينتم ما قد عاين من مات منكم لجزعتم ووهلتم‌ [1] وسمعتم واطعتم».

و الذي يستفاد من الروايات أنّ الإمام عليه السلام قد القى هذه الخطبة في الجمعة الاولى‌ بعد البيعة، و قد حذر الامّة- طبق رواية الكافي- من خيانة ائمتها ودعاها إلى‌ الوحدة ورص الصفوف واجتناب الاختلاف والفرقة، ثم أورد هذه الكلمات لتأكيد المعنى المذكور. امّا ما هى المواضيع التي سيشهدها الإنسان في عالم ما بعد الموت بعد أن تطرح عنه الحجب فيسوده القلق والاضطراب والجزع، فهذا ممّا اختلفت فيه أقوال العلماء، لكن المسلم به أن هناك موضوعين مهمين: أحدهما انّه سيرى‌ نتائج أعماله وما ينتظره من جزاء وعقاب عليها، والثاني مدى‌ الحسرة والأسف الذي سيشعر به تجاه تقصيراته التي صدرت منه في حياته الدنيا، الإمكانات التي كان من شأن إستثمارها أن تبلغ به السعادة والفلاح والفوز بالقرب الإلهي ومجاورة الرحمن، غير أنه ضيع كل تلك الفرص، والادهى‌ من ذلك لاسبيل إلى‌ الرجوع إلى‌ الحياة ثانية.

ثم قال عليه السلام: «ولكن محجوب عنكم ما قد عاينوا، وقريب ما يطرح الحجاب» نعم أنّ هذه الحجب هى التي جعلتكم تغطون في هذه الغفلة وتتعلقون بالدنيا وتغترون بها، ولكن اعلموا إنّ هذه الحجب آيلة إلى‌ الزوال وسترون الاشياء والحقائق كما هى حيث لاينفع حينها القلق والجزع والفزع، كما ليس هنا لك من مجال للتوبة.

وهنا يبرز هذا السؤال: لم لا يطرح البارى‌ء سبحانه هذه الحجب عن الإنسان في الحياة الدنيا لينتبه إلى‌ نفسه ولا يعيش السكر والغفلة؟ يبدو أنّ الآيات القرآنية قد تكفّلت بالإجابة على‌ هذا السؤال: فلو طرحت هذه الحجب ورأى‌ الناس الحقائق على‌ صورتها فانّ أدنى تمرد سيؤدي إلى‌ مواجتهم للعذاب الشديد حيث لم يعدّ هنالك من عذر للتقصير.

فقد صرّحت الآية الثامنة من سورة الانعام و «ولو أنزلنا ملكاً لقضي الأمر ثم لا ينظرون».


[1] «وهلتم» من مادة «وهل» على وزن «وهب» بمعنى‌ فقد صبره في مقابل الحوادث الصعبة، وتأتي بمعنى‌ الخوف واحيانا بمعنى‌ التأوه والأنين.

نام کتاب : نفحات الولاية نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 1  صفحه : 418
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست