المتملقون من أشباه الرجال؛ وهو الأمر الذي يستبطن البلاء الذي يعود على هؤلاء
الجهال إلى الاعتقاد بالتدريج أنّ لديهم العلم والمعرفة والجدارة والأهلية، فيرون
في أنفسهم الكفاءة في التصدي لهذا المنصب الخطير الذي يؤدي بالتالي إلى هلاكهم
واهلاكهم. فضرر هؤلاء المتملقين الذين يحيطون بهؤلاء الجهال ويسوقونهم للتصدي
للقضاء لا يقل عن خطر هؤلاء الجهال في التصدي إن لم يكن أعظم وأفدح؟ الأمر الذي
ذمه القرآن الكريم إلى جانب الروايات الإسلامية. ومن ذلك أنّ رسول اللَّه صلى الله
عليه و آله قال:
«من مدح سلطاناً جائراً وتخفف وتضعضع
له طمعاً فيه كان قرينه إلى النار» [2]
. ومن هنا ورد التحذير من مطلق المدح والاطراء لتنبه إلى ذلك حتى الأفراد من
أهل الورع والتقوى إلى الأخطار التي ينطوي عليها هذا المديح، فقد ورد عن رسول
اللَّه صلى الله عليه و آله أنّه قال: