يَوْمَ القِيامَةِ وَمِنْ أَوْزارِ الَّذِينَ
يُضِلُّونَهُمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ أَلا ساءَ ما يَزِرُونَ».[1] والتعبير الآخر الذي اعتمده القرآن بشأن
ارتهان الإنسان بذنبه هو تعبير غاية في الروعة والدقة «كُلُّ نَفْسٍ بِما كَسَبَتْ رَهِينَةٌ»[2].
فكما أنّ المحجوز لا يطلق من العذاب مالم يكفر عن ذنوبه؛ كما أنّ التعبير
باكمال بالنسبة لذنوب الآخرين هو الآخر تعبير عميق، كأن الذنوب (كما يفهم من كلمة
وزر) حمل عظيم بثقل صاحبها ومن أسس لها وتصده عن القرب الإلهي وتلقي به في قعر
جهنم. ومن هنا تتضح مدى خطورة الوادي الذي يسقط فيه من وكله اللَّه إلى نفسه، وأي
مصير مشؤوم ينتظره.
تأمّلان
1- ما البدعة ومن المبتدع؟
لقد ورد الذم في هذه الخطبة للبدعة والمبتدع الذي يسوق الناس إلى الضلال؛ كما
تضافرت الروايات الإسلامية- إلى جانب سائر خطب نهج البلاغة- التي تذم البدعة
وأصحابها، ومن ذلك ما روي عن رسول اللَّه صلى الله عليه و آله انّه قال:
«أبى اللَّه لصاحب البدعة بالتوبة قيل
يا رسول اللَّه وكيف ذاك؟ قال: إنّه قد اشرب قلبه حينها» [4].
والبدعة في اللغة بمعنى الإتيان بشيء لا سابقة له، امّا فقهاء الإسلام فقد
عرفوها باضافة شيء إلى الدين أو نقصانه دون قيام دليل معتبر على ذلك؛ ولما كانت
المعارف والأحكام الإلهية واجبة الثبوت عن طريق الوحي والأدلة المعتبرة، فان
البدعة من الكبائر، وهى أساس