responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نفحات الولاية نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 1  صفحه : 358

«ثُمَّ أَوْرَثْنا الكِتابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنا مِنْ عِبادِنا فَمِنْهُمْ ظالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سابِقٌ بِالخَيْراتِ بِإِذنِ اللَّهِ» [1]. وقيل بل هم من أشارت لهم الآية القرآنية الشريفة في سورة الواقعة: «وَكُنْتُمْ أَزْواجاً ثَلاثَةً* فَأَصْحابُ المَيْمَنَةِ* ما أَصْحابُ المَيْمَنَةِ وَأَصْحابُ المَشْأَمَةِ ما أَصْحابُ المَشْأَمَةِ* وَالسّابِقُونَ السّابِقُونَ* أُولئِكَ المُقَرَّبُونَ» [2]. على كل حال فان هذه الطوائف الثلاث مطروحة على الدوام في المجتمع الإنساني وإذا ما اشتد الامتحان (كالذي عليه الحال إبان خلافة الإمام علي عليه السلام) تمايزت هذه الطوائف عن بعضها البعض؛ فهناك طائفة (وإن كانت غالباً قليلة) تتبع الحق دون أدنى ترديد أو تراجع وهى تحث الخطى سريعة نحو الهدف. وطائفة اخرى أضعف ايماناً من سابقتها فهى تقدم رجلًا وتؤخر اخرى فأحياناً تحث الخطى وتسير بوثوق نحو الهدف فتعمل الصالحات بينما تتأخر أحياناً فتقارف الطالحات فتخلط العمل الصالح بالسي‌ء إلّاأنّها تؤمل بأن يشملها لطف اللَّه وفضله فيبلغ بها الهدف المطلوب.

وأخيراً الطائفة الثالثة التي فارقت الإيمان والتقوى وغلبت عليها الشقوة وهوى النفس فضاعوا وضيّعوا أنفسهم حتى وقعوا في الهاوية. فالعبارة المذكورة تبيّن بوضوح أنّ الإيمان بالمعاد فقط من شأنه أن يصون الإنسان من الفساد والانحراف والذنب. وتتناسب هذه الصيانة والحصانة من الذنب طردياً ودرجة الإيمان. وقد ذهب البعض إلى أنّ العبارة:

«شغل من الجنّة والنار أمامه»

جملة خيرية تفيد معنى الإنشاء؛ أي أنّ من يرى الجنّة والنار أمامه عليه أن يغض الطرف عن زخارف الدنيا وزبرجها! ولكن ليس هنالك من ضير في تفسير هذه الجملة بصورة الأخبار- على نحو الجملة الخيرية- أي أن مثل هؤلاء المؤمنون سيغضون طرفهم عن زخارف الدنيا. ولما فرغ الإمام عليه السلام من بيان خصائص الطوائف الثلاث، أخذ يدعو الامّة إلى انتهاج السبيل القويم والابتعاد عن سبل الانحراف مبيناً علامات كل منهما فقال:

«اليمين والشمال مضلة [3] والطرق الوسطى هى الجادة».


[1] سورة فاطر/ 32.

[2] سورة الواقعة/ 7- 11.

[3] «مضلة» على وزن «مفعلة،» قال أرباب اللغة انّها تعني كثرة وجود الشي‌ء في المكان وعليه فمفهوم العبارة أنّ الانحراف إلى اليمين واليسار يدعو إلى ضلال عظيم.

نام کتاب : نفحات الولاية نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 1  صفحه : 358
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست