responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نفحات الولاية نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 1  صفحه : 321

العواصف» كما ورد عن النبي الاكرم صلى الله عليه و آله انّه قال:

«المؤمن أشد في دينه من الجبال الراسية وذلك انّ الجبل قد ينحت منه والمؤمن لايقدر أحد على أن ينحت من دينه شيئا» [1]

، ثم تناول عليه السلام ما من شأنه أن يؤثر في مسيرة المعركة فقال:

«عض على ناجذك»

. فالناجذ قد يعنى أقصى الضرس، كما فسّر بسن العقل، وقيل بل جميع الإنسان. وقيل أنّ العض على‌ النواجذ يتضمن فائدتين: الاولى‌ أنّه يزيل الخوف والقلق والاضطراب ومن هنا يعض الإنسان على‌ أسنانه في مواطن الخوف ليهدأ وتسكن فورته، والثانية أنّهم ذكروا أنّ العاض على‌ نواجذه ينبو السيف عن دماغه، لأنّ عظام الرأس تشتد وتصلب؛ وقد جاء في كلامه عليه السلام هذا مشروحاً في موضع آخر وهو قوله عليه السلام:

«وعضوا على‌ النواجذ، فإنّه أنبى للصوارم عن الهام» [2]

. أمّا في الجملة الثالثة فقد قال عليه السلام:

«أعر اللَّه جمجمتك»

تعنى إستعد للتضحية والفداء والشهادة في سبيل اللَّه فان هذا الاستعداد أساس الشجاعة والاستبسال. هذا وقد ذهب بعض شرّاح نهج البلاغة أنّ في العبارة إشعار له أنّه لايقتل في تلك الحرب، لأنّ العارية مردودة، ولو قال له: بع اللَّه جمجمتك، لكان ذلك إشعار له بالشهادة. ثم قال عليه السلام في الجملة الرابعة:

«تد في الأرض قدمك»

. في إشارة واضحة إلى‌ الثبات في المعركة ورباطة الجأش في مقابل العدو وعدم التفكير قط بالانسحاب أو الفرار من الميدان؛ الأمر الذي أوصى‌ به القرآن الكريم المؤمنين من قبل:

«يا أَيُّها الَّذِينَ آمَنُوا إِذا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا» [3]. ولعل الفارق بين هذه العبارة والعبارة الاولى‌، هو أنّ الجملة الاولى‌ تحدثت عن عدم التزلزل في الفكر والمعنويات بينما أشارت العبارة الأخيرة إلى‌ عدم التزلزل الظاهري والبدني وعدم الانسحاب والتراجع وفي الجملة الخامسة قال عليه السلام:

«ارم ببصرك أقصى القوم»

فمثل هذه النظرة تجعله يحيط بالميدان والعدو والسيطرة على‌ حركة الجنود بحيث يتعرف على‌ نقاط الضعف والقوة فيصيب في الدفاع والهجوم والكر والفر. ثم قال عليه السلام:

«و غض بصرك».

ليس هنالك من تناقض بين قوله «ارم ببصرك» قوله «غض بصرك» وذلك لأنه في الاولى‌ أمره أن يفتح عينه ويرفع طرفه، ويحدق إلى أقاصي القوم‌


[1] سفينة البحار، مادة أمن.

[2] نهج البلاغة، الخطبة 124.

[3] سورة الانفال/ 45.

نام کتاب : نفحات الولاية نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 1  صفحه : 321
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست