responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نفحات الولاية نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 1  صفحه : 299

الشعار الذي يطالب بدم عثمان حتى رسخ في أذهان الناس أنّ قاتل عثمان هو علي عليه السلام. ومن الواضح أنّ تلك الخطة كادت أن ترد الميدان عمليا لولا مبادرة الإمام عليه السلام وتسريعه بمواجهة الفتنة حتى استطاع أن يقبر تلك المؤامرة في مهدها فتمكن من إنقاذ البصرة والكوفة بل والعراق بأجمعه، ولولا المعارضة التي أبداها الجهال تجاه الإمام عليه السلام في إطار تعامله مع ظلمة الشام لاراح المسلمين وإلى‌ الأبد من شرهم ولعاد العالم الإسلامي برمته وحدة واحدة؛ غير أنّ المؤسف له- وكما أشير إلى‌ ذلك في ذيل الخطبة الشقشقية- تعالت أصوات الجهال المغرضين الذين انطلت عليهم الدعايات ليوقفوا تلك المعركة التي كان النصر فيها للإمام عليه السلام قاب قوسين أو أدنى. ثم يواصل الإمام عليه السلام كلامه ليقول: «ولكني أضرب بالمقبل إلى‌ الحق المدبر عنه، وبالسامع المطيع العاصي المريب أبداً، حتى يأتي علي يومي».

طبيعي أنّ المجتمع لايتبنى الحق بجميع أفراده؛ فهناك ضعاف الإيمان وعبدة الاهواء وأصحاب الجاه والمناصب الذين لايروق لهم إمام عادل حيث يهدد منافعهم اللامشروعة فيلجأون إلى‌ أساليب الدعاية والخداع والكذب والزيف وإثارة الشائعات؛ الأمر الذي يدعو الساسة والحكام إلى‌ الاجهاض على هذه العناصر الفاسدة وإجتثاثها من المجتمع بصفتها غدة سرطانية يمكنها أن تلوث المجتمع، أو السعي للحد من نشاطهم وفعاليتهم ألم تكن مخاطرهم شديدة، كما ينبغي على‌ دعاة الحق أن يكونوا على‌ أهبة الاستعداد على الدوام للانقضاض على‌ هذه العناصر والقضاء عليها. وأخيراً يصف الإمام عليه السلام هذه المعوقات بأنّها ليست جديدة وإنّما لها جذورها التي تمتد إلى‌ زمان رحيل رسول اللَّه صلى الله عليه و آله: «فو اللَّه مازلت مدفوعاً عن حقي، مستأثراً عليّ، منذ قبض اللَّه نبيّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم حتى يوم الناس هذا» في إشارة إلى‌ قضية طلحة والزبير في إنّها تأتي في إطار حلقة مستمرة منذ وفاة رسول اللَّه صلى الله عليه و آله ومازالت قائمة حتى اليوم. امّا تعبيره بمدفوعاً ومستأثراً فهى إشارة إلى‌ المقاومة التي أبداها الأعداء حيال الإمام عليه السلام لزحز حته عن حقّه وتقديم الآخرين عليه، لأنهم لايطيقون عدله وشدته. أمّا قوله عليه السلام:

«حتى يوم الناس هذا»

- بالالتفات إلى‌ إضافة اليوم إلى‌ الناس- يمكن أن يكون إشارة إلى‌ ذلك اليوم الذي كنت فيه وحيدا وقد غصبوا حقي، واليوم قدهب البعض لمخافتي رغم وجود هذه الامّة التي بايعتني. والجدير بالذكر أن المرحوم الشيخ المفيد أورد في إرشاده‌

نام کتاب : نفحات الولاية نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 1  صفحه : 299
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست