يتعرض الإمام عليه السلام في هذا المقطع من الخطبة إلى الحجج والذرائع
الواهية المتضاربة التي يردها الجهال والحساد على الإمام عليه السلام. فيقول
الإمام عليه السلام إنّ هذه القلوب العمي والبصائر الخافتة لا تنفك تعترض علي في
كل موقف اتخذه، فان اتحدث عن أحقيتيبالخلافة وعدم صلاحية الآخرين لها، فالبي دعوة
الامّة يتخرصون بأنّي حريص على الحكومة، وأنّ آثرت الصمت والسكوت صوروه خوفا من
الموت: «فان أقل يقولوا: حرص على الملك وإن أسكت يقولوا: جزع من الموت». نعم فهذا
هو الاسلوب الرخيص الذي ينتهجه الجهال والمتخرصين ليعترضوا على أولياء اللَّه في
كل حركة وسكنة وموقف يمارسونه، وهم لايتحفظون حتى عن التناقض والتضارب في هذا
المجال، فان قاموا أشكلوا عليهم وإن قعدوا أشكلوا كذلك. ومن هنا فان المؤمنين
لايعيرون هذه التناقضات أية آذان صاغية. ويبدو أنّ هذا هو الأمر الذي أشار إليه
الإمام الصادق عليه السلام في الحديث المروي عنه أنّه قال: