responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نفحات الولاية نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 1  صفحه : 291

للإمام عليه السلام حيث كان يراها الإمام عليه السلام كالماء الآسن المتعفن والطعام المنغص؛ بل يراها وسيلة لاحقاق الحق وإبطال الباطل «قال عبداللَّه بن عباس: دخلت على أميرالمؤمنين عليه السلام بذي قار وهو يخصف نعله. فقال لي: ما قيمة هذا النعل؟ فقلت: لا قيمة لها! فقال عليه السلام: واللَّه لهي أحب إلى‌ من إمرتكم، إلّاأن اقيم حقا، أو أدفع باطلًا» [1]. إلّاأنّ الإمام عليه السلام حين يرى‌ هذا القيام لايؤدي إلى‌ تحقيق الهدف، بل بالعكس إنّما يثير الخلاف والشقاق والفرقة في صفوف المسلمين ولعله يتيح الفرصة للمنافقين الذين يتربصون بالاسلام الدوائر فلا يرى‌ هناك من سبيل سوى‌ الصمت والسكوت. وقد أورد ابن أبي الحديد أن فاطمة عليها السلام حدثت الإمام عليه السلام بالنهوض بالأمر، فلما ارتفع صوت المؤذن‌ «أشهد أنّ محمداً رسول‌اللَّه» إلتفت إليها قائلًا: أيسرك زوال هذا النداء من الأرض؟ قالت: لا. قال: فلابدّ من الصبر والسكوت‌ [2]. وبغض النظر عمّا تقدم فان كل عمل- ولاسيما النهضات الاجتماعية الإسلامية- يتطلب بعض المقدمات ولابدّ من توفر كافة الشروط اللازمة، وإلّا فليست هنالك من نتيجة سوى‌ الهزيمة والفشل والخذلان وهدر طاقات الامّة وتبديد قواها، وهذا الأمر أشبه بقطف الثمار غير الناضجة أو نثر البذور في الأرض المالحة. ومن هنا كان الإمام عليه السلام قيامه يكمن في السكوت والصمت.


[1] نهج البلاغة، الخطبة 33.

[2] شرح نهج البلاغة لإبن أبي الحديد 11/ 113.

نام کتاب : نفحات الولاية نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 1  صفحه : 291
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست