responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نفحات الولاية نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 1  صفحه : 288

قوله عليه السلام أيّها الناس يفيد حضور عدد كبير من الناس فضلًا عن ذانك الفردين. ويؤيد هذا المعنى بعض الروايات الواردة بهذا الشأن. والنقطة الجديرة بالذكر أنّ الإمام عليه السلام شبه الفتن بالأمواج العاتية الكاسحة والتي يوصي بمجابهتها من خلال الاعتصام بسفن النجاة. والمراد بسفن النجاة تلك السفن العملاقة التي تشق عباب البحر ولاتصمد أمامها الرياح العواتي فتبلغ بركابها شاطئ الأمان، ويراد بهم هنا الزعماء الربانيين ولاسيما أهل بيت النبي صلى الله عليه و آله‌ [1]، أي إسمعوا وأطيعوا لما نقول لا لما تريدون، وللتأكيد على هذا المعنى فقد شبه عليه السلام التفاخر القبلي والفئوي بالطريق الخطير المرعب الذي ينبغي إجتنابه (لابدّ من الالتفات هنا إلى‌ أنّ المعنى الأصلي للمنافرة هو أن يذكر كل واحد من الرجلين مفاخره وفضائله، ثم يتحاكما إلى‌ ثالث)- فالواقع هو أنّ الإمام عليه السلام أراد بهذا الكلام القيم أن يركز على العامل الأصلي لآلام البشرية ومعاناتها، التي تفرزها على الدوام الحروب الدموية والاختلافات والنزاعات والاقتتالات التي تستند إلى‌ التفاخر؛ فاذا ما حطم هذا الصنم أمكن حل كافة مشاكل المجتمعات البشرية وعاد إلى‌ الدنيا الأمن والصلح والسلام. طبعا صحيح أنّ طلاب القدرة والمنصب إنّما يتقنعون بالدفاع عن حقوق المجتمع وحفظ القيم والمثل، ولكن ليس هنا لك من يشك في أنّهم إنّما يتظاهرون بهذه الشعارات من أجل تحقيق أغراضهم ومآربهم بغية التفاخر على الآخرين. ثم قال عليه السلام:

«أفلح من نهض بجناح، أو استسلم فاراح» [2]

. فالإمام عليه السلام أشار إلى‌ نقطة أساسية هى أنّ القيام بالحق تتطلب بعض الشرائط؛ فلو توفرت هذه الشرائط لما ترددت في القيام بالأمر، أمّا إذا لم تتوفر فالعقل والمنطق والدين لايحكم بأنّ القيام ليس بمجدٍ فحسب، بل من شأنه أن يثير الفرقه والاختلاف والاذى‌ والمعاناة للآخرين كما يؤدي إلى‌ القضاء على‌ القوى‌ الناهضة بالحق، وهذا أصل من الاصول الثابتة التي ينبغي رعايتها في كافة الانشطة الاجتماعية ولاسيما في النهضات والثورات السياسية. أمّا النقطة الاخرى‌ التي تطرق إليها الإمام عليه السلام فانّما تكمن في‌


[1] جاء في الرواية المشهورة عن النبي صلى الله عليه و آله: «مثل أهل بيتي كسفينة نوح من ركبها نجى ومن تخلف عنها غرق». امّا قول ابن أبي الحديد أن هذا الحديث صحيح الا ان أهل البيت عليه السلام لم يرادوا بهذه اللفظة فهو خاطئ. فقد أراد الإمام عليه السلام بهذه العبارة أن اسمعوا لما آمركم به واطيعوا ولاتتبعوا ما تمليه عليه إرادتكم.

[2] لابدّ من الالتفات هنا ألى‌ الفعل (أراح) قد يأتي لازما أحيانا ومتعديا أحيانا اخرى، ومفهومه على ضوء المعنى الأول أراح نفسه بينما معناه أراح الآخرين متعديا.

نام کتاب : نفحات الولاية نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 1  صفحه : 288
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست