responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نفحات الولاية نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 1  صفحه : 282

حضن النبي صلى الله عليه و آله على‌ الحق والاستقامة وبفضله كاتب الوحي وشاهد المعاجز والأعظم من ذلك كونه باب مدينة علم رسول الله صلى الله عليه و آله إلى جانب علمه بالشهود إضافة لعلمه بالظاهر فانّ كلامه عليه السلام لايعرف معنى للاغراق والمبالغة قط. واحتمل بعض الشرّاح أنّ جملة «عزب رأي إمرئ ...» من قبيل الدعاء؛ أي بعدا وترحا لمن تخلف عن أوامري. ويبدو المعنى الأول أنسب، أمّا العبارة الثالثة فقد أورد فيها الإمام عليه السلام رداً على‌ سؤال قد يقتدح في ذهن البعض بعد موقعة الجمل وهو: لم كان الإمام عليه السلام قلقاً من أحداث تلك الموقعة؟ فالإمام عليه السلام يجيب بانّ هذا القلق ليس على نفسه قط، بل خشية من تسرب الشك والريب إلى‌ قلوب عوام الناس بفعل إقتحام الميدان من قبل زوج النبي صلى الله عليه و آله وبعض الصحابة من قبيل طلحة والزبير وارتفاع الأصوات المطالبة بدم عثمان؛ كالقلق الذي عاشه موسى‌ عليه السلام حين واجهه السحرة بسحرهم خشية غلبتهم واضلال الناس‌

«لم يوجس موسى عليه السلام خيفة على نفسه بل أشفق من غلبة الجهال ودول الضلال»

. وهى إشارة إلى‌الآيات التي وردت في سورة طه بشأن موسى عليه السلام والسحرة «قالُوا يا مُوسى‌ إِمّا أَنْ تُلْقِيَ وَ إِمّا أَنْ نَكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَلْقى‌* قالَ بَلْ أَلْقُوا فَإِذا حِبالُهُمْ وَعِصِيُّهُمْ يُخُيَّلُ إِلَيْهِ مِنْ سِحْرِهِمْ أَ نَّها تَسْعى‌* فَأَوْجَسَ فِي نَفْسِهِ خِيفَةً مُوسى‌» [1]. أمّا في العبارة الرابعة فيحذر من تبقى من مثيري فتنة الجمل في أننا وإيّاكم قد وقفنا على مفترق طرق نتجه فيه إلى الحق بينما تتجهون نحو الباطل‌

«اليوم توافقنا [2] على سبيل الحق والباطل»

. كأنّ الإمام عليه السلام يقول لهم، افتحوا أعينكم وانظروا إلى‌ ما أنتم عليه فانكم إنّما خرجتم على إمام زمانكم! لقد نكثتم البيعة ولم تقيموا حرمة للمواثيق! لقد شققتم عصا المسلمين وفرقتم صفوفهم! وسفكتم دماءاً غزيرة! وقلدتم أنفسكم مسؤولية كبرى‌ ستطيل وقوفكم أمام اللَّه يوم القيامة! ارجعوا إلى‌ رشدكم واعيدوا النظرا في أوضاعكم!. وأخيراً يختتم الإمام عليه السلام خطبته بقوله:

«من وثق بماء لم يظلمأ»

مراده عليه السلام أنّ من كان له واعظ وقائد موثوق لايتسلل إليه الشك والترديد والوساوس الشيطانية والقلق والاضطراب وإنعدام الثقة؛ وذلك لأنه يرى نفسه على‌ جرف ماء المعرفة الفرات العذب ويلوذ بامامه عند الفزع فيأتمر بأوامره‌


[1] سورة طه/ 65- 67.

[2] «توافقنا» من مادة «الوقوف» والقاف مقدمة على‌ الفاء.

نام کتاب : نفحات الولاية نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 1  صفحه : 282
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست