responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نفحات الولاية نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 1  صفحه : 28

إلى البؤس والشقاء، وكذلك تحريره من قيود الطواغيت والظلمة، فهو يستفيد من كل فرصة لتحقيق هذا الهدف المقدس، إلى جانب تأكيده على أنّه ما جاع فقير إلّابما متع به غني، وأن تراكم الثروة يفيد تضييع الحقوق وعدم العمل بالأحكام الشرعية. [1]

ويصرح الإمام عليه السلام:

«أمّا والذي فلق الحبة، وبرأ النسمة، لولا حضور الحاضر وقيام الحجة بوجود الناصر، وما أخذ اللَّه على العلماء أن لا يقاروا على كظة ظالم، ولا سغب مظلوم، لألقيت حبلها على غاربها، ولسقيت آخرها بكأس أولها، ولألقيتم دنياكم هذه أزهد عندي من عفطة عنز»!

فهو يؤكد على شدة تنمره في إعادة روح الحرية والعدالة والمساواة التي لا يعرف المهادنة فيها، بل أبعد من ذلك في أنّه لا يرى الامرة والحكومة سوى‌ وسيلة ووظيفة لتحقيق هذه الاهداف‌ [2]. ويخطى‌ء كل من يظن أنّ علياً عليه السلام يمكنه أن يتهاون في هذا الأمر، ولم يعرف عمق شخصية علي؛ الأمر الذي أكده في رسالته إلى عثمان بن حنيف‌ [3].

3- النفحات العرفانية التي ينبض بها نهج البلاغة إنّما تناغم الأرواح المتعطشة للحكمة فتسقيها الشراب الطهور الذي يسكرها بالعلم والمعرفة!

فلا يرى‌ القارئ لخطبه في اللَّه وصفاته الجمالية والجلالية سوى‌ أنّه يحلق مع الملائكة ليخترق حجب المعرفة والكمال‌ [4] امّا إذا تحدث عن أهوال القيامة وسكرات الموت والعاقبة التي تنتظر الإنسان فلا تراه إلّاوكأنّه أمسك بقبضة الغافلين وأخذ يسوقهم نحو المصير الذي منه يهربون والعاقبة التي عنها لاهون. [5]

4- قوة الجاذبية الاخرى‌ التي يختزنها نهج البلاغة والتي أشرنا إليها سابقاً أنّه عليه السلام أمير الكلام في كل موضوع يطرقه بما يجعلك تتصور أنّه بارع في هذا الموضوع وقد أفنى عمره في بيان عناصره ومقوماته وسائر جوانبه، ولا يحسن شيئاً آخر سواه وسرعان ما يتبدد هذا التصور حين تطالعه وقد تحدث في موضوع آخر- فاذا تناول- على سبيل المثال- قضية


[1] الإمام علي صوت العدالة الإنسانية 3/ 177.

[2] الخطبة الشقشقية (الخطبة 3).

[3] الرسالة رقم 45.

[4] الخطبة الاولى وخطبة الأشباح/ 91 وسائر الخطب بهذا الشأن.

[5] الخطب 109- 111- 113 وما شابهها.

نام کتاب : نفحات الولاية نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 1  صفحه : 28
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست