responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نفحات الولاية نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 1  صفحه : 272

وانبثاق الدعوة الإسلامية ليهتدي الناس إلى‌ الصراط المستقيم ويتجهون نحو الهدف المنشود.

ويشبه في العبارة الثانية حركة الرقي والتكامل والازدهار بالجمل ذي السنام (حيث اقتبست المفردة تسنتم من مادة سنام أعلى قمة في الجمل) فقال عليه السلام لقد بلغتم هذه الذروة وقطعتم مسيرة الرقي والتكامل في ظل الإسلام؛ الحقيقة التي إذعن لها جميع مؤرخي الشرق والغرب في كتبهم التي تعرضوا فيها للمدنية الإسلامية وحضارتها. ثم شبه في العبارة الثالثة أوضاع المجتمع الجاهلي بليالي الشهر الظلماء والمحاق (حيث تعني السرار الليالي التي لايبزغ فيها القمر أبداً) فقال عليه السلام: «و بنا أفجرتم عن السرار». والواقع هو أنّ هذه التعبيرات إنّما تنبع من القرآن الذي شبه الإسلام والإيمان والوحي بالنور، فقال: «اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُماتِ إِلى‌ النُّورِ» [1] وقال في موضع آخر: «قَدْ جاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتابٌ مُبِينٌ يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوانَهُ سُبُلَ السَّلامِ وَيُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُماتِ إِلى‌ النُّورِ بِإِذنِهِ» [2] وقال: «وَ إِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ» [3]- ثم يذم عليه السلام الأفراد الذين صخت آذانهم عن سماع الحق بينما يثني على غيرهم من ذوي الاسماع فقال عليه السلام:

«وقر سمع لم يفقه الواعية»

. تستعمل مفردة «الوقر» بشأن الصمم كما تستعمل في ثقل السمع، والمراد بالواعية الأصوات المرتفعة، وهى إشارة لآيات القرآن التي تقرع الاسماع بشأن المسائل المهمّة العقائدية والعملية والأخلاقية وكذلك السنة النبوية الشريفة. أمّا التعبير «لم يفقه» بدلًا من «لم يسمع» تفيد عدم جدوى‌ السمع مالم يصحبه الإدراك والفهم. ثم واصل الإمام عليه السلام كلامه فقال:

«وكيف يراعى النباة [4] من أصمته‌

الصيحة» [5]

. والمراد كيف يصغي لي ويستمع قولي من لايراعي أو امر اللَّه ونبيّه صلى الله عليه و آله فقد شبه‌


[1] سورة البقرة/ 257.

[2] سورة المائدة/ 15- 16.

[3] سورة الزخرف/ 44.

[4] «النبأة» من مادة «نبأ» بمعنى القدوم من مكان إلى‌ آخر ومن هنا اطلق النبأ على الخبر الذي ينتقل من مكان إلى‌ آخر والنبأة بمعنى الصوت الخفي لأن الصوت ينتقل من مكان إلى‌ آخر (مقاييس اللغة).

[5] قال بعضى شرّاح نهج البلاغة أن قوله «أصمته الصيحة» ليس معناه أن الصيحة كانت علة لصممه، بل معناه أنّهم كانوا صمما عن سماع صوت الوحي، كقوله سبحانه «أفأنت تسمع الصم ولو كانوا لايعقلون» (سورة يونس/ 42).

نام کتاب : نفحات الولاية نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 1  صفحه : 272
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست