responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نفحات الولاية نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 1  صفحه : 249

القسم الرابع‌

«فَما راعَنِي إِلَّا وَالنَّاسُ كَعُرْفِ الضَّبُعِ إِلَيَّ يَنْثالُونَ عَلَيَّ مِنْ كُلِّ جانِبٍ حَتَّى لَقَدْ وُطِىَ‌ء الْحَسَنانِ، وَشُقَّ عِطْفايَ، مُجْتَمِعِينَ حَوْلِي كَرَبِيضَةِ الْغَنَمِ فَلَمَّا نَهَضْتُ بِالْأَمْرِ نَكَثَتْ طائِفَةٌ وَمَرَقَتْ أُخْرَى، وَقَسَطَ آخَرُونَ، كَأَنَّهُمْ لَمْ يَسْمَعُوا اللَّهَ سُبْحَانَهُ يَقُولُ: «تِلْك الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُها لِلَّذِينَ لا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَلا فَساداً، وَالْعاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ»، بَلَى! وَاللَّهِ لَقَدْ سَمِعُوها وَوَعَوْها، وَلَكِنَّهُمْ حَلِيَتِ الدُّنْيا فِي أَعْيُنِهِمْ وَراقَهُمْ زِبْرِجُها».

الشرح والتفسير

أشار الإمام عليه السلام في هذه الخطبة إلى‌ عصر خلافته ولا سيما أبان البيعة التي شهدت حضوراً خارقاً للُامّة في مبا يعته والوقوف إلى‌ جانبه، البيعة الفريدة التي لم يعرف التأريخ الإسلامي لها من نظير، غير أنّ عدداً كثيراً لما جوبه بعدالة الإمام عليه السلام وتنمره في الحق قد إنفرجوا عنه وهبوا لمخالفته وبالتالي أججوا نيران الحرب «الجمل وصفين والنهروان» وشقوا صفوف المسلمين وحالوا دون تتويج جهود الإمام عليه السلام ومساعيه في النهوض بالمجتمع الإسلامي والأخذ بيده إلى السمو والتكامل.

فقد وصف عليه السلام بادى‌ء ذي بدء كيفية إقبال الناس عليه وهجومهم من أجل البيعة قائلًا:

«فما راعني‌ [1] إلّاوالناس كعرف‌ [2] الضبع‌ [3] إليّ ينثالون‌ [4] عليّ من كل جانب»

فالتعبير بعرف‌


[1] «راعنى» من مادة «روح» على وزن نوع بمعنى الخوف و الخشية و الفلق كما وردت بمعنى الدهشة والذهول.

[2] «عرف» بمعنى الكثرة والازدهام و من هنا يطلق على شعر عنق الضبع.

[3] «ضبع» له ثلاثه معان، الحيوان المعروف و أحدا أعضاء الانسان (العضد) والثالث أنه أحد صفات‌الناقه. و قد تكون كناية عن سنين القحط التى تهجم على الانسان.

[4] «ينثالون» من مادة «ثول» على وزن قول بمعنى ازدحام زنابير العسل حين تجتمع و تروح و تجيى‌ء ثم اطلقت على كل ازدحام يتخلله ذهاب و اياب (مقاييس اللغة و الصحاح و لسان العرب).

نام کتاب : نفحات الولاية نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 1  صفحه : 249
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست