responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نفحات الولاية نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 1  صفحه : 247

ينسجم وسلوكه سواء على عهد رسول الله صلى الله عليه و آله أو بعد وفاته.

و لاشك أنّ الاعتقاد السائد لدى‌ الاخوة السنة بشأن الصحابة قد قادهم إلى‌ مشاكل كثيرة؛ وذلك لانّ هنالك من الصحابة ممن إختلفوا فيما بينم إلى‌ حد الاقتتال. فيكف يمكن تبرير تلك العقيدة التي تتضمن عدالتهم وقدسيتهم. على سبيل المثال موقعة صفين التي قام فيها معاوية ضد إمام زمانه بما أدى‌ إلى‌ اراقة تلك الدماء، فهل هناك مورخ نزيه يمكنه توجيه ذلك العمل؟! أو الدماء التي سفكت في معركة الجمل التي قادها طلحة والزبير ضد الإمام علي عليه السلام بعد أن نكثا بيعته حتى قيل أن عدد القتلى بلغ أكثر من سبعة عشر الف قتيل، فهل لهما من عدالة بعد تلك الفجائع التي ارتكبت بحق المسلمين وخروجها على الإمام عليه السلام؟!

أمّا بشأن عثمان وكما مرّ معنا وعلى‌ ضوء إجماع كافة مؤرخي الإسلام فانّنا نصطدم بموضوعين مهمين: الأول اغداقه المناصب الحساسة على بني امية وتسليطهم على رقاب المسلمين ومن أولئك الذين عرفوا بفسقهم ومجونهم حتى تعالت عليهم أصوات المسلمين من كل حدب وصوب، والآخر نهب أموال بيت المال واغداقها دون حساب على‌ هذا وذاك بالشكل الذي آثار حفيظة الامّة وأجج مشاعرها للغضب والثورة عليه.

فهل من إنسجام بين هذه الأعمال والخطوط العامة للقداسة وتنزيه الصحابة؟! فلو كان هنالك من تبرير لمثل هذه الأعمال فهل ستبقى هنالك من أعمال يمكن إدانتها؟!

لقد ذكرني هذا الكلام بقصة عجيبة وقعت لي ولا يسعني نسيانها أبدا. فقد تشرفت احدى‌ السنوات بزيارة مكة لاداء العمرة وقد سنحت لي الفرصة لان ألتقي بعض علماء العامة- ولا سيما أثناء الليالي في المسجد الحرام وبين صلاتي المغرب والعشاء التي كانت فرصة مناسبة- في احدى‌ الليالى‌ (طبعا كان البعض منهم من مشاهير علماء العامة).

و في المسجد الحرام وسعينا لان نبقي على‌ الأبحاث تعيش أجواء المنطق والعلم والاستدلال والبرهان وابعادها عن عناصر العداء والكراهية وجرح المشاعر. وقد جرنا الكلام إلى‌ الحديث عن «تنزيه الصحابة وعدالتهم» فكانوا يعتقدون جميعهم بعدم إمكانية جرأة أحد على‌ توجيه أدنى تهمة إليهم. فسألت أحدهم: «لو شهدت صفين حيث معسكر علي عليه السلام معسكر معاوية، فمع من كنت تقاتل»؟ فاجاب من فوره: مع معسكر علي عليه السلام.

نام کتاب : نفحات الولاية نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 1  صفحه : 247
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست