responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نفحات الولاية نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 1  صفحه : 192

حجم الدعايات المسمومة وانتشار الرذيلة والفساد وتفرق الناس أيادي سبأ وكثرت الأهواء وتعذرت طرق النجاة وقد استفحل الضلال وإنعدام الهدى‌ واستشرت الذنوب والمعاصي وخلى الميدان للشياطين والمستكربين.

نعم لقد شهد عصر الإمام عليه السلام تلك الغفلة فعادت الامّة وأقبلت على‌ سنن الجاهلية، والعجيب أنّ الامّة آنذاك قد خلدت إلى‌ السبات والكسل بحيث لم يعدّ يؤثر فيها صراخ حتى هذا الولي الرباني وأخذوا يتهافتون على‌ احياء سنن الجاهلية حتى آل الأمر إلى‌ تحول الحكومة الإسلامية إلى‌ حكومة وراثية تلاقفها بنو امية وبنوالعباس، فلم تتعثر المسيرة الإسلامية آنذاك فحسيت، بل وجهت إليها ضربات موجعة جعلتها تلعق جراحها لحد الآن! ونرى‌ هنا ضرورة تسليط الضوء على‌ أوضاع الناس في العصر الجاهلي من مختلف الجوانب ودراسة ما أورده الإمام عليه السلام بهذا الشأن لنقف بوضوح على‌ تفاصيل هذا الموضوع.

فجاهلية العرب- وهكذا الجاهلية التي كانت تعيشها سائر الأقوام- إنّما تشير إلى سلسلة من العقائد الباطلة والخرافات والأساطير والسنن الخاطئة والقبيحة المخجلة إلى أحيانا، جانب الأفعال العبثية والسلوكية العنيفة القائمة على‌ الظلم والاضطهاد والانحرافات الفكرية من قبيل نحت الأوثان من الخشب والحجر والاعتكاف على عبادتها واللجوء إليها عند حدوث الخطوب والمصائب حيث جعلوها شفعائهم إلى‌ الله بعد أن اعتقدوا بقدرتها المطلقة وأنّ الخير والشر بيدها.

و لم تقتصر أفعالهم الطائشة على وأد البنات كدفاع عن العرض والشرف أو أنّهن يجلبن عليهم الخزي والعار فحسب، بل كانوا يعمدون لقتل أولادهم تحت ذرائع شتى منها تقديمهم إياهم كقرابين إلى‌ آلهتهم أو بدافع الفقر «وَكَذ لِكَ زَيَّنَ لِكَثِيرٍ مِنَ المُشْرِكِينَ قَتْلَ أَوْلادِهِمْ شُرَكاؤُهُمْ» [1] و «وَلا تَقْتُلُوا أَوْلادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلاقٍ» [2] و «وَ إِذا المَوْءُودَةُ سُئِلَتْ* بِأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ» [3].


[1] سورة الانعام/ 137.

[2] سورة الاسراء/ 31.

[3] سورة التكوير/ 8.

نام کتاب : نفحات الولاية نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 1  صفحه : 192
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست