responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نفحات الولاية نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 1  صفحه : 182

وعليه فاننا نؤمن بأنّ جميع الأنبياء والمرسلين إنّما يتفقون في أهدافهم ووحدة رسالتهم وبرامجهم رغم أن بعض الأحكام والمشاريع والبرامج التي تلبس حللا جديدة وتتخذ طابعا حديثا بفعل تطور المجتمعات البشرية وتقدم مسيرتها.

أمّا بالنسبة للمعاد وعلى‌ ضوء الآية الشريفة «وَكُلُّهُمْ آتِيهِ يَوْمَ القِيامَةِ فَرْداً» [1] فانّ الجميع سيقف بمفرده يوماً في محكمة العدل الإلهي لينالوا جزائهم من ثواب أو عقاب يتناسب مع طبيعة أعمالهم وفقا لمعايير إلهية واحدة.

فالمجتمعات البشرية تنتمي إلى‌ جذور واحدة تحكمها أصول ثابتة ومعينة، بل تحكم جميع عالم الوجود. والواقع صحيح أنّ هنالك تفاوتا في القوانين الإلهية في الأديان السماوية من حيث آلياتها وتفرعاتها، إلّاأنّ مستقاها واحد، ومن هنا فاننا نؤمن بوحدة دعوة الأنبياء للمجتمع العالمي الموحد، وأنّ العالم برمته سيشهد في خاتمة المطاف حكومة العدل الإلهي.

أمّا على صعيد المسائل الأخلاقية فليس هنالك من يتردد في أنّ الفضائل الأخلاقية إنّما تنبع من التوحيد بينما تنبع الرذائل من الشرك.

و عادة ما يتورط بالشرك الأفراد المرائين وأولئك الذين يصابون بأمراض الحسد والبخل و الحرص والتكبر، وإلّا فالفرد الذي يعيش توحيد الأفعال بكل كيانه وفي أعماقه ويؤمن بأنّ العزة والذلة والرزق والحياة والممات والنصر والغلبة لله بيده وحده لايرى‌ من مسوغ لان يستشعر قلبه معاني الرياء والحرص والبخل والحسد.

و زبدة الكلام فانّ التوحيد ليس بمثابة حبة مسبحة بالنسبة لسائر الحبات، بل هو بمثابة الخيط الذي يشد الحبات إلى‌ بعضها البعض الآخر.

و من هنا يتضح عمق كلمات الإمام عليه السلام بالنسبة لمفهوم التوحيد- في الخطبة-، فالتوحيد هو الدعامة الرئيسية للإيمان وانطلاقة الأعمال الصالحة ويستبطن رضى الرحمن وطرد


[1] سورة مريم/ 95.

نام کتاب : نفحات الولاية نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 1  صفحه : 182
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست