لابدّ في هذا
الأمر من الاستشهاد بأقوال البلغاء والفصحاء والأدباء والشرّاح والكتّاب الذين
سيروا- حسب قدرتهم- أغوار نهج البلاغة فتأثروا بما لمسوه من حلاوة وطلاوة في
فصاحته وبلاغته وسحر بيانه بما لم يعهدوه، فأطلقوا عباراتهم بشأنه ومنهم:
1- وما أحرانا
أن نتجه بادئ ذي بدء صوب جامع نهج البلاغة والذي يعتبر من جهابذة الفصاحة والبلاغة
الذي احتل الصدارة من بين فصحاء العرب وبلغائها وقد أفنى عمره في جمع خطب نهج
البلاغة، ألا وهو السيد الرضي الذي وصفه الكاتب المصري المعروف الدكتور «زكي
مبارك» في كتابه «عبقرية الشريف الرضي» قائلًا: «هو اليوم أبدع أبناء الزمان،
وأنجب سادة العراق، يتحلى بأدب ظاهر، وفضل باهر، وحظ من جميع المحاسن وافر، ثم هو
أشعر الطالبيين، ولو قلت إنّه أشعر قريش لم أبعد عن الصدق».
، ثم يفسر
هذا الكلام فيقول: «لأن كلامه عليه السلام الكلام الذي عليه مسحة من العلم الإلهي
وفيه عبقة من الكلام النبوي».
2- الشارح
المعروف الذي أفنى عمراً في شرح وتفسير نهج البلاغة وتحدث بشغف وإعجاب عن علي عليه
السلام وهو عز الدين عبد الحميد ابن أبي الحديد المعتزلي الذي يعدّ من أشهر علماء
العامة للقرن السابع الهجري [1].
[1] يقع شرحه في عشرين مجلداً وقد استغرق في
تأليفه أقل بقليل من خمس سنوات وهى مدّة خلافة علي عليه السلام على حد تعبيره.